أنباء
الجامعة
زيارة
فضيلة رئيس
الجامعة
للمملكة
العربية السعودية
في وفد من
أساتذتها
موقر
فضيلته
يلتقي معالي
وزير الشؤون
الإسلامية ومعالي
وكيل الوزارة
ومعالي أمين
عام الرابطة
وفضيلة
رئيس شؤون
الحرمين
الشريفين
بقلم:
رئيس التحرير
لقد كان زيارة الوفد الجامعي الموقر للمملكة العربية السعودية برئاسة فضيلة رئيس الجامعة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني/ حفظه الله تاريخية بكل ما في الكلمة من معنى، جديرة بالتسجيل والاستذكار؛ حيث ظلت محفيًّا بها رسميًّا من لدن رئيس حكومة خادم الحرمين الشريفين: الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأطال عمره مُوَفَّقًا للمزيد من خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين والإسلام والمسلمين في كل مكان في العالم.. كانت محفيًّا بها من قبلها منذ البداية حتى النهاية، متمثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وكان
الوفد
مُكَوَّنًا
من كل من
فضيلة رئيس الجامعة
(رئيس الوفد)
وفضيلة الشيخ
السيد أرشد المدني
أستاذ الحديث
الشريف
بالجامعة
والعضو
التأسيسي
لرابطة
العالم
الإسلامي
بمكة المكرمة
ورئيس جمعية
علماء الهند،
والشيخ المفتي
محمد راشد
الأعظمي
القاسمي
أستاذ بالجامعة،
والشيخ محمد
عارف جميل
القاسمي
المباركبوي
أستاذ
بالجامعة،
وكاتب هذه
السطور: نور
عالم خليل
الأميني
أستاذ الأدب
العربي بالجامعة
ورئيس تحرير
مجلة «الداعي»
العربية
الإسلامية
الشهرية.
المغادرة
إلى دهلي:
بدأنا
رحلتنا يوم
الجمعة:
25/شعبان 1434هـ =
5/يوليو 2013م،
وأنهيناها
يوم السبت:
3/رمضان
(بالتقويم الهندي)
= 13/يوليو.
انطلقنا من
مسكننا
بالجامعة في الصباح
الباكر:
الساعة
الخامسة
بسيّارة فارهة
كبيرة تسعنا
جميعًا،
وتوجّهنا إلى
دهلي العاصمة.
ورغم أن مسافة
150 ك م بين
مدينتنا «ديوبند»
ودهلي
استغرقت نحو
ثلاث ساعات؛
ولكنّها –
الساعات
الثلاث –
انقضت بسرعة
غريبة كأنها
نصف ساعة أو
أقل؛ لأن
الرحلة كانت
مُمْتِعَة
للغاية بصحبة
فضيلة رئيس
الجامعة الذي
انبسط معنا
نحن الثلاثة: كاتب
السطور
والشيخ محمد
راشد القاسمي
والشيخ محمد
عارف جميل
القاسمي رغم
جِدِّيَّته العلميّة
وشخصيّته
الوقورة
وعظمته
المنصبيّة،
لتواضعه الكبير،
وذكائه
الوفير،
وكونه
معجونةً
طينتُه بخفة
الروح والذوق
الأدبي إلى
الـذوق العلمي
والإتقان
الدراسي؛
فتبادلنا
ممارسة المزاح
الحـلال،
وتنــاشدنا
أبيـاتًا
بالفارسيّة
والأردية
تُشْبِع
الذوق
المزاحيّ في
جانب،
وتُقَوِّى الإيمانَ
واليقينَ
وتُغَذِّي
الروحَ الدينيّةَ
في جانب آخر،
ولاسيّما
أبيات مولانا
جلال الدين
الرومي رحمه
الله (604-672هـ = 1207-1273م)
والشيخ الحكيم
السنائي رحمه
الله (عبد
المجيد
المتوفى
نحو576هـ/1180م)
والدكتور
محمد إقبال
رحمه الله (1290-1357هـ
= 1873-1938م) والشاعر
الإسلامي
الكبير الشيخ
محمد كليم عاجز
البتنوي
البيهاري
حفظه الله.
المغادرة
إلى المطار:
وصلنا
في الساعة
الثامنة
مقرَّ جمعية
علماء الهند
بقطاع «أئي
تي أو»
بدهلي
الجديدة
الكائن
بالمسجد
الأثري المعروف
بـ«مسجد
عبد النبيّ»
حيث كان من
المُقَرَّر
مسبقًا أن
نتناول
الفطور على
مائدة فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني،
الذي كان
وَجَّهَ
إلينا الدعوة
لذلك قبل
السفر
بيومين،
والذي
سَبَقَنا إلى
دهلي بيوم
لترتيبات
مسبقة كان
مرتبطاً بها،
وانتهينا من
الفطور في
الساعة
التاسعة إلا
ربعًا، ثم
توضأنا، و
أعددنا بعضَ
الأوراق اللازمة،
ثم تحرّكنا
إلى سفارة
المملكة
العربية
السعودية في
الساعة
التاسعة
والنصف تمامًا
حسب البرنامج
المُعَدِّ
مسبقًا؛ حيث
كان فضيلة
الشيخ محمد
علي
الرومي/مستشار
بالسفارة، في
انتظارنا؛
لأن تذاكرنا
كانت عنده؛ حيث
تَولَّىٰ
مسؤليّةَ
اتخاذ كامل
الترتيبات
للرحلة بالتضامن
مع سعادة
السفيرالسعودي:
الأستاذ الدكتور
محمد سعود
الساطي الذي
كان له سهم
كبير في تنظيم
الرحلة
وترتيب
الزيارة؛
فجزاهما الله
خيرًا
وشَكَرَ
سعيَهما. وقد
أركبنا فضيلة
الشيخ الرومي
سيارة كبيرة
إلى المطار قد
أعدّها لنا من
ذي قبل،
فتركنا لدى
السفارة وعند بوابتها
سيّارَتَيْنا
اللتين
أَقَلَّتَانا
إلى السفارة،
وصَحِبنَا
فضيلته إلى
المطار ولم
يفارقنا حتى
دخلنا بهوَه
لنُنْهِي اللازمَ
ونأخذ بطاقات
الدخول إلى
الطيارة التابعة
للخطوط
الجويّة
السعودية.
وبعد عمليات التفتيش
العاديّة
المُتَّبَعَة
على المطار
وبعد عمليّة
فحص الحقائب
اليدوية
دخلنا البهوَ
الذي يليه
والذي كان على
دوره الثاني
المقهى الذي
كان سُمِحَ
لنا بأن
نتناول فيه
الفطورَ
الخفيفَ والشأيَ
أو البُنَّ،
فأخذنا فيه
حظّنا واسترحنا،
ثم نزلنا منه
بالسلم
الكهربائي،
ثم دخلنا
البهوَ الذي
كان المقرر أن
ندخل منه إلى
الطيّارة في
الميعاد
المكتوب على
البطاقات. وبدأنا
بأداء صلاة
الظهر
بالجماعة
التي أمّها فضيلة
رئيس الجامعة
في الغرفة
المُخَصَّصَة
رسميًّا
لأداء
العبادة،
وكانت غاصّة
بالمصلين؛
حيث كان
اليومُ يومَ
الجمعة
المبارك الذي
يحترمه حتى
المسلمون
العاديون
الذين لايواظبون
على الصلوات،
وكان من بين
المصلين كثير
ممن كانت
سَحَنَاتُهم
تنطق بأنهم
ماليزيون أو
إندونيسيون
أو من المناطق
المتصلة
ببلادهم التي
سكانهم في
الأغلب قصار
القامة، بيض
البشر، ضِيقُ
العيون،
فُطْسُ
الأنوف، سُذَّج
السلوك
والتعامل.
الدخول
إلى الطائرة:
توجّهنا
بعد الصلاة
مباشرةً إلى
البوابة
المُخَصَّصَة
لرحلتنا،
فوجدنا
الركابَ
قيامًا في
الصف للدخول
إلى الطيارة.
وبما أن
تذاكرنا كانت
للدرجة
التجارية،
فقُدِّمْنا
على عامّة
الركاب والمسافرين
بالدرجة
السياحيّة
العاديّة، فدخلنا
الطيارةَ
قبلهم
جميعًا،
وكانت مقاعدُنا
في مقدم الطائرة
بجنب
النوافذ،
وكانت مريحة؛
لأنها كانت
فسيحة تميل
إلى الأمام
والخلف
وتنبسط بضَغْطَةٍ
خفيفة على
أزرارها.
وبعدما
استقرّ بنا
الجلوس
عليها،
وُزِّعَت
علينا الصحفُ
الطازجة،
فانتقينا
منها الصحف
العربية تاركين
الصحفَ
الإنجليزيةَ،
ثم وُزِّعَت
علينا الرطب
واستُضِفْنا
بالقهوة
العربيّة، ثم
تحركت الطائرة
من مكانها
وجَرَتْ نحو
عشرين دقيقة
أو أقل على
المدرج، ثم
أقلعت في نحو
الساعة
الثانية إلاّ
ربعًا، بعد ما
تَلاَ علينا
واحدٌ من طاقمها
دعاءَ السفر
المأثور عن
النبي – صلى
الله عليه
وسلم -
وذلك ما تلتزم
به الرحلات
السعودية دون
غيرها، كما
تلتزم
المضيفات
فيها بنوع من
الحشمة التي
تضفيها عليهن
نوعيّةُ تفصيل
زيّهن الذي
يجعلهن
يَتَسَامَيْن
عن أن يُصَنَّفْن
ضمن «كاسيات
عاريات»
كمضيفات
عامّة طائرات
الخطوط
الجويّة الأخرى،
كما أن
الطائرات
السعودية
تمتاز بأنها قد
خُصِّصَت
فيها أمكنة
مُغَطَّاة
بالأستار
لأداء الصلاة.
وذلك ما يتفق
ومكانةَ
المملكة
العربية
السعودية الدينية؛
حيث إنها
تحتضن
الحرمين
الشريفين والمشاعر
الإسلامية
التي طَلَعَ
فيها الإسلامُ
ونَزَلَ فيها
الوحيُ و
وُلِدَ وتوفي
ودُفِنَ فيها
النبي الأعظم
سيدنا محمد بن
عبد الله – صلى
الله عليه
وسلم -
وتَمَّ فيها
آخرُ اتّصال
بين السماء
والأرض.
وجبة
الغداء في
الطائرة
وتحرينا في
شأن الأكلة:
هذا،
وقد أَعْلَنَ
الطيّارُ إثر
الإقلاع أن المسافة
بين دهلي
والرياض
سيقطعها في
ثلاث ساعات
وأربعين
دقيقة. وبعد
ما استقرت
الطائرة في
طيرانها في
جوّ السماء
نحوَ الرياض،
قام المضيفون
والمضيفات بتوزيع
وجبات الغداء
على
المسافرين في
الدرجة
السياحيّة.
أما في الدرجة
التجارية
التي كنا فيها
فقد وُزِّعَت
علينا فيها
أولاً كتيبات
تحمل قائمة
بالعربية
والإنجليزية
بالأكلات
التي كان
مُعْظَمُها
أوربية أو غير
عربيّة، فلم
نتمكن من
اختيار
إحداها إلاّ
بعد التحري
مثل الذي
يُمَارَس
للبحث عن جهة
القبلة لأداء
صلاة من
الصلوات؛
ولكننا قد
أَخْطَأَ
تحرينا الصوابَ؛
لأنّ الأكلةَ
التي
اخترناها
كانت نوعًا من
«برياني»
أي الرز
المبطوخ مع
السمك «مارماهي»
وكانت تنبعث
منها رائحة
كريهة لايسيغها
إلاّ من يحب
مثلَ هذه
الأكلة، فلم
يتناول ملعقةً
أو ملعقتين
بعضٌ منّا
إلاّ على كره
منه، ثم طلبنا
إلى المضيف
المَعْنِيّ
استبدالَها
بنوع آخر من
الأكلات، ثم
وَزَّع
المضيفُ على
من رَغِبَ
منّا «الآيس
كريم»
الذي كان
منجمدًا وصار
ثلجًا، فلم
يَسُغْ لهم
تناولُه، فطلبوا
إليه أن يعالج
ثلجيّته،
ويحوّله بحيث يمكن
تناوله
بالملعقة،
فاستجاب
لطلبهم.
ثم
حلّ الركاب
كراسيَّهم
وانبسطوا
عليها، آخذين
حظَّهم من
النوم
والراحة
بعدما أطفأ طاقمُ
الطائرة
نورها،
وأغلقوا
نوافذَها
إلاّ بعض
المصابيح
التي كانت
تشفّ عن بعض
الضياء الذي
ينير الممرات
ويُسَهِّل
على
المسافرين ما
يحتاجون إليه
من التصرفات
من التردد إلى
دورات المياه
أو قضاء حاجة
تمسّهم؛
ولكنني رغم
أنّي حاولتُ
جهدي أن
يغلبني
النوم، ما
سَاوَرَني نعاسٌ؛
وإنما ظِلْتُ
منبسطاً على
كُرْسِيِّ مُغْلِقًا
أجفاني،
أُكَرِّر
الأدعيةَ
وأستحضر في ذهني
بعضَ الأفكار
والخواطر،
وأفكِّر فيما سيتمّ
خلال السفر من
الأعمال
وماعسى أن
يُنْجَزَ من
الخطّة التي
أَحْوَجَتْنا
إلى القيام
بمهمة السفر.
وإني رجل
مطبوع على
التفكير كثيرًا
فيما يهمّ من
الأمور وأخذ
العدة قبل الخوض
في عمل ما
بوقت كاف.
الوصول
إلى مطار
الرياض
الدولي
واستقبال
المسؤولين
لنا:
ونحن
كذلك إذ قربت
الرياض،
وأعلن
الطاقمُ أننا
على مقربة من
الرياض،
وأناروا
الضوءَ في الطائرة،
وأناروا
علامةَ تقويم
الكراسي، وربط
الأحزمة
إيذانًا
بهبوط
الطائرة. وقد
هبطت فعلاً
على مطار
الرياض
الدولي في 2٫50
تمامًا
بالتوقيت المحلي،
ونزلنا من
الطائرة
والساعةُ
ثالثةٌ،
ودخلنا إحدى
بوابات
المطار إلى
البهو المخَصَّص
للمسافرين
القادمين،
فوجدنا عليها
مسؤولين في
وزارة الشؤون
الإسلامية
والأوقاف
والدعوة
والإرشاد
واقفين
لاستقبالنا،
وعلى رأسهم
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
العزيز عبد
الله العمار/
حفظه الله
وكيل الوزارة
للشؤون
الإسلامية بالإضــافــة
إلى أربعة
سادة آخرين
وهم الشيخ علي
الزغيبي،
والشيخ
المدلج،
والشيخ عبد العزيز
الغانم،
والشيخ عبد
العزيز
المبارك، وقد
ظلّ الأخيران مُرَافِقَيْن
لنا طَوَالَ
إقامتنا
بالمملكة ورحلتنا
إلى المدينة
المنورة ومكة
المكرمة كما
أنهما
رافقانا في
الرياض إلى
جميع
الزيارات
التي قمنا بها
في المدينة والتي
من خلالها
اجتمعنا
بكبار
الشخصيّات
وعلى رأسهم
معالي وزير
الشؤون
الإسلامية
والأوقاف
والدعوة
والإرشاد
الشيخ
الدكتور صالح
بن عبد العزيز
آل الشيخ/
حفظه الله و
وكيل الوزارة للشؤون
الإسلامية
فضيلة الشيخ
الدكتور عبدالعزيز
عبد الله
العمار/ حفظه
الله ومن
إليهم.
التقاط
بصمات
الأصابع
والعيون على
المطار والانزعاج
الذي حصل:
وبعد
ما تبادلنا
التحيات
والترحيبات،
أَخَذَ بنا
السادة
المستقبلون
إلى قاعة كبار
الشخصيات،
التي تَمَّ
فيها تنفيذُ
إجراءات
الدخول بسرعة
ممكنة
استغرقت نحوَ ساعة؛
لأن
الإجراءات
شملت التقاط
بصمات الأصابع:
أصابع اليدين
وإنسان
العينين،
والتقاطُ صور
الأصابع
اسْتَغْرَقَ
الوقتَ
الكافيَ؛ لأن
الأصابع
الخمس كانت
تفوت بعضُها
ماكينةَ
التقاط
الصورة «الكاميرا»
وبعد إعادة
العملية مرات
كثيرة كان
المسؤول
المعني يتمكن
من إنجاز مهمته؛
حتى قال بعدما
انتهى من
الإنجاز: «والله
لقد
أزعجنـاهم
وأزعجونا».
إن
أخذ بصمات
الأصابع
والعيون لم
يكن عادةً مُتَّبَعَةً
على المطارات
الدوليّة؛
ولكن الصهيونية
العالمية
والصليبية
الحاقدة منذ أن
عَرَّفَتَا «الإرهابَ
الإسلاميّ»
منذ تفجيرات
نيويورك في
9/سبتمبر 2001م
التي قام بها
الصهاينةُ
باشتراك مع
الصليبين
لإيجاد مبرر
لممارسة
العنف البالغ
والتشدّد
المتناهي مع
الإسلاميين
في العالم كله
ولتدمير البلاد
العربية
والإسلامية،
بدأت الدول
والأمم –
التي تديرها
اليومَ في الواقع
وتتولى
الوصايةَ
عليها في
الحقيقة الصهيونيةُ
العالميّةُ
التي اتّخذت
اليومَ الصليبيّةَ
جاريةً
ذلولاً لها – تمارس
مثلَ هذه
الإجراءات
الأمنيّة
المُشَدَّدَة
على المطارات
العالميّة
والأمكنة الشعبيّة
ومنافذ
البلاد
البريّة
والبحريّة والجويّة،
منعًا
للإرهابيين
والنازحين
غير الشرعيين
إلى داخل
البلاد، مما يُحْرِج
المسافرين في
كثير من أمكنة
العالم ومما
يتيح
للمتعصّبين
والعاملين
بالفوارق
الجنسية والعرقية
فرصةَ إشباع
رغباتهم
العصبيّة مع من
يعادونهم في
الدين أو
العرق والجنس
ولاسيّما مع
المسلمين
المُتَّسِمِين
بالشارات
الإسلامية،
فكثيرًا ما
يُسْمَع أن
شخصًا أو أشخاصًا،
أُنْزِلُوا
من طائرة ما
مُكْرَهِين،
أو جُرِّدُوا
من ملابسهم
على مطار كذا،
أو شُدِّدَ
عليهم في الفحص
الأمنيّ؛
لأنهم كانوا
مُلْتَحِين،
وكانوا في
الزيّ
الإسلاميّ،
وكان يبدو من
سحنتهم أنهم
مسلمون
ملتزمون
بالدين.
الأريحية
العربية التي
تأثرنا منها
جدًّا:
وقد
ظل فضيلة وكيل
الوزارة/ حفظه
الله ورفاقُه
الكرام
جالسين معنا
على كراسيّ
القاعة، وكنّا
نادمين في
أنفسنا أنّ
المُضِيفِين
الكرام
يتحمّلون
الصعاب معنا
ويشاطروننا
المشاقَّ
حبًّا منهم
لنا وإدخالاً
منهم للسرور
علينا،
وإكرامًا لنا
طُبِعُوا
عليه بصفتهم
عربًا تُمَيِّزُهم
خَلَّةُ
إكرام الضيوف
عن جميع الأمم
على وجه الأرض
حتى في
الجاهليّة
الجهلاء التي
فيها كذلك
تَمَسَّكُوا
بها بنحو كان رمزًا
شاخصًا على
أريحيّتهم
التي
عُرِفَتْ بـ«الأريحيّة
العربيّة»
التي ظلّت ولا
تزال مضربَ
المثل.
في
قصر الضيافة
والمؤتمرات
بالرياض:
وخرجنا
إلى خارج
المطار من
البوابة
المُخَصَّصَة
لكبار
الشخصيّات (VIP) فإذ
الإخوة
القاسميون
المتخرجون من
جامعتنا:
الجامعة
الإسلامية
دارالعلوم/
ديوبند ينتظروننا
بفارغ الصبر
في مكانٍ
داخلَ إطار
قاعة كبار
الشخصيات بقرب
المخرج،
فتبادلنا
السلام
والترحيب، ثم
جلسنا على
الكراسي
المرصوفة
هناك،
وتبادلنا استخبار
الأحوال، ثم
خرجنا
فأَرْكَبَنا
فضيلةُ وكيل
الوزارة
سيارتين قد خَصَّصَهما لنا نحن
الخمسة لفترة
إقامتنا
بالرياض، وكانتا
رَسْمِيَّتَيْن تحملان
شارة المملكة
العربية
السعودية،
وكانتا
كبيرتين
مريحتين
فارهتين،
وكان سائقاهما
خفيفي اليد
بارعين في
السوق، وقد أَدَّيَانا
إلى المكان
المُهَيَّإ
لإقامتنا،
فأَوْقَفَا
السيارتين
على بَوَّابة
قصر الضيافة
والمؤتمرات
الحكومي
بالمدينة، ونزلنا
منهما ودخلنا
إلى بهو القصر
الداخلي، فوجدنا
بجنب البوابة
عددًا من رجال
الأمن
بماكينتهم
الكبيرة لفحص
العفش
والأغراض
فأمرّوا
حقائبنا اليدوية
وشنطاتنا من
داخلها،
ومررنا من تحت
الماكينة
الأخرى
المنصوبة
بارتفاع
عتبات الأبواب
في البيوت،
فتَمَّ فحصُ
أجسامنا عفويًّا، ثم جلسنا
على الكراسي
المنصوبة في
وسط البهو بجنب
نافورة كبيرة
تَتَوَسَّط
البهو تجري
بمياه ترتفع
من داخلها، ثم
تنصبّ
وتتساقط على
جوانبها
بأصوات عَذْبَة تحاكي
صوتَ
مُطْرِبَة
غانية، فتخرق
سكونَ البهو
الواسع على
سعة الدور
الأرضي
للقصر، وتُشَنِّف
آذانَنا نحن
الضيوف
الموجودين في
البهو.. جلسنا
ريثما أنهى
الشيخ عبد
العزيز
الغانم
إجراءات
نزولنا
بالقصر وحجز
الغرف لنا
وتسجيل
أسمائنا
وعنواننا في مكتب
الاستقبال.
ثم
دفع إلينا
الأخ الشيخ
عبد العزيز
الغانم مفاتيح
غرفنا في
الدور السادس
في قصر
الضيافة والمؤتمرات
هذا، الذي كان
ذا خمسة عشر
دورًا،
فأَخَذَ كلٌّ
منا مفتاحَ الغرفة
التي
سُجِّلَت
باسمه، وكان
المفتاحُ ذكيًّا
رقميًّا
إلكترونيًّا،
ينفتح القفل بوضعه
عليه بطريق
صائب
مُوَجَّه؛
حيث كان يبدو
ضوءٌ أخضر على
رأس القفل،
فينفتح إثر
سحب المفتاح
من فوقه،
وربما حَدَثَ
مع بعضنا أنّه
نَسِيَ
مفتاحَه في
داخل الغرفة
وخرج لحاجة طارئة
من الباب الذي
كان ينغلق
بمجرد سحبه
إلى العتبة؛
فلا ينفتح
إلاّ عن طريق
المفتاح الذي
كان يوضع على
القفل
المنصوب بجنب
مِقْبَضِه،
فما إن اتّصل
بالمسؤول
العامل
بالاستقبال،
حتى صَنَعَ
مفتاحًا آخر
بالحاسوب في
ظرف دقيقة أو
دقيقتين.
احتفاء
الإخوة أبناء
الجامعة بنا
نحن الوفد
الجامعي:
دخلنا
غرفنا فبدأنا
بالتوضؤ
وأداء صلاة
العصر، ثم
اتّصلنا
بالمطعم
وطلبنا الشأي
وأكلاتٍ
خفيفةً
وأنواعًا من
البسكويت
وغيره، واكتفينا
بذلك؛ لأننا
كنّا قد فرغنا
من تناول الغداء
في الطائرة.
وبعد صلاة
المغرب
مباشرةً في
الليلة
المتخللة بين
الجمعة
والسبت:
25-26/شعبان
(بالتقويم
الهندي) و 26-27/منه
(بالتقويم
السعودي) 1434هـ =
5-6/يوليو 2013م كان
أبناءُ الجامعة
الإسلامية:
دارالعلوم/
ديوبند
المقيمون
للعمل وكسب
لقمة العيش
بالرياض –
عاصمة
المملكة
العربية
السعودية –
قد أقاموا
حفلةَ
استقبال
وترحيب على شرفنا
نحن وفد
الجامعة
الزائر
للمملكة في
مطعم «Red Chilli»
وكان عددٌ من
أبناء
الجامعة في
انتظارنا خارجَ
المطعم
واقفين على
حافة الشارع
الذي كان عليه
المطعم، وما
إن وصلت
سيارتانا إلى
بوابة المطعم
حتى هرعوا
إليهما
واستقبلونا
بترحاب
استقبالاً
حارًّا يشفّ
عن حبهم العميق
البالغ
للجامعة، ثم
استصحبونا
إلى قاعة
المطعم؛ حيث
كانت الكراسي
مصفوفة، فأجلسونا
عليها حسب
الترتيب الذي
اتخذوه لكل
منا حسب
مكانته
العلميّة
والدينيّة
والاجتماعيّة،
وكانوا قد
كتبوا اسمَ
كلّ منا ببنط
عريض قبالة
الكرسي الذي
أجلسوه عليه
على ألواح صغيرة
موضوعة على
المكتب
الطويل الذي
نصبوه على طول
الكراسي كلها
التي جلسنا
عليها.
كلمتنا
في حفل
الاحتفاء:
بدِئتِ
الحفلةُ
بتلاوة آي من
كتاب الله عز
وجل، سَعِدَ
بها أحد
الإخوة أبناء
الجامعة، ثم عَرَّفَ
مدير الحفلة
الأخ الأستاذ
محمد نجيب
القاسمي
السنبهلي
المتخرج من الجامعة
والمقيم
بالرياض
شاغلاً
وظيفةً من الوظائف،
كلاً منا إلى
الحضور، ثم
نادى على اسم
كاتب هذه
السطور –
نور عالم خليل
الأميني –
ليُبْدِي ما
عنده من
الأفكار بهذه
المناسبة،
فحمدتُ الله
تعالى
وأثنيتُ عليه
وصلّيت وسلّمت
على النبي – صلى
الله عليه
وسلم -
وعلى آله
وأصحابه ومن
تبعهم بإحسان
إلى يوم
الدين، ثم
تحدثتُ إليهم
قائلاً: إن
حضوركم ههنا
باسم الجامعة
لدى مقدمنا
إلى الرياض،
يُؤَكِّد أنّكم
تحبون
الجامعةَ
التي تعلمتم
فيها وتعرفون
الجميلَ الذي
صَنَعَتْه
معكم، إذ
خَرَّجَتْكم
وأَهَّلَتْكم
للعمل في شتى
ميادين الحياة.
وإني
مُتَأَكِّد
أنّ حبّكم لها
سيدوم رغم تشاغلكم
بشتى الأعمال
والهموم في
ديار المهجر هذه،
ورغم أنّ هموم
الكسب وبناء
المستقبل من شأنها
أن تشغلكم عن
حبّها وعن
العمل
بمقتضاه؛
ولكن سلوككم
معنا يدلّ
بوضوح على
أنكم تحتفظون
بالحب
وتُخْلِصُون
للجامعة،
فأوصيكم أن لا
تَنْسَوْا
الاشتغالَ
بالعلم
والدعوة؛ لأن
ذلك هو الدرس
العظيم
الأساسيّ
الذي لَقَّنَتْكم
إياه
الجامعةُ؛
فلابدّ أن
تحافظوا عليه
باقتطاع بعض
الأوقات من
شواغلكم
المُكَثَّفَة
التي ربما
تكون قد
تستوعب ما
عندكم من الفرص،
ولا تَدَعُكم
تُفَكِّرون
في شأن العلم
والدعوة.
واعلموا أن
حبّ الجامعة
يضمن لكم
السعادةَ في
الدنيا
والآخرة؛
لأنها
أُسِّسَتْ
على التقوى
والإخلاص من
أول يوم؛ ومن
ثم تمتعت من الشعبيّة
بما لم تتمتع
به أيّةُ
جامعة إسلاميّة
سبقتها أو
لَحِقَتْها؛
لأن ما كان
لله دام واتّصل
وما كان لغيره
انقطع
وانفصل، كما
كان يقول
المُحَدِّث
السوري
العلاّمة
الشيخ عبد
الفتاح أبو
غدة الحلبي
رحمه الله
(1336-1417هـ = 1917-1997م) ثم
أُعْطِيَتِ
الكلمةُ
لفضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني حفظه
الله الذي هو
خطيب مصقع مُفَوَّهٌ
إلى جانب كونه
عالماً
متقنًا
وعاملاً
نشيطا في مجال
الخدمة السياسيّة
والاجتماعية،
فتحدث نحوَ
ساعة إلاّ ربعًا،
وكانت خطابته
مُدَوِّيَةً
مُجَلْجِلَةً
حماسيّة
كَهْربَتِ
المستمعين
بحماس ونشاط
وحبّ للجامعة
ولرسالتها؛
حيث قال إن
مشايخ
الجامعة ما إن
تَوَجَّهُوا
إلى بلد إِلاَّ
وحَمَلُوا
معه رسالةَ
الدين
والدعوة والعلم
التي لم يَتَخَلَّوْا
عنها في حال
الشدة أو في
حال الرخاء،
وقد كانوا
حقًّا رجالَ
الدين
والدعوة والعلم،
ونذروا لتلك
حياتَهم،
فينبغي أن تسيروا
سيرتَهم
وتهتدوا
بهديهم في
تبليغ الدين
والدعوة
والاشتغال
العلميّ؛ لأن
رسول الله – صلى
الله عليه
وسلم -
لم يورث
دينارًا ولا
درهماً وإنما
وَرَّثَ
العلم، وكسبُ
الدينار والدرهم
لازم لعيش
الحياة؛
ولكنّه يجب أن
لا نتخذه أكبر
همّنا وغاية
رغبتنا،
وإنما الواجب أن
نجعل خدمةَ
الدين
والدعوة
والعلم هي
الغاية
وغيرها
الوسيلة.
ثم
وُجِّهَتِ
الكلمةُ
لفضيلة رئيس
الجامعة الشيخ
أبوالقاسم
النعماني، الذي
حِمَدَ الله
وأثنى عليه
بما هو أهله
وصلّى وسلّم
على نبيه محمد
وعلى آله
وصحبه أجمعين،
ثم تحدث إلى
الحضور في
إسهاب لابأس
به أن القائمين
بخدمة الدين
والدعوة
والعلم في
أنحاء الدنيا
كلها يَنْتَمُون إلى
دارالعلوم/
ديوبند
مباشرةً أو
غيرَ مباشرة،
وقد اعترف
بذلك كبارُ
العلماء
والدعاة في
العالم الذين
زاروا بلادَ
العالم حتى
العلماءُ
والمشايخُ في المملكة
السعودية؛
حيث صَرَّحوا
دونما إبهام أنّهم زاروا
أقطارَ
الدنيا
فوجدوا
المُؤَسِّسِين
للكتاتيب
والمدارس
والجامعات
الإسلامية فيها
مُتَخَرِّجِين
في دارالعلوم/
ديوبند أو مُتَخَرِّجِين
على من
تَخَرَّجُوا
فيها؛
فالمُتَخَرِّجُون
في الجامعة
إخوةٌ
ومجموعةٌ
متحابّة تعيش
بالدين
وللدين وفي
الدين،
فالمرجو منكم
أيها الإخوة
أبناءَ
الجامعة في
الرياض أن تكونوا
أسوةً لغيركم
في العمل
بالدين وصحة
التعامل،
وصدق القول،
والغيرة
الدينية،
والحمية
الإيمانية،
واستقامة
الفكر،
وتكونوا مِعْوَانًا
لغيركم على
البرّ
والتقوى
وأعمال الخير
بأنواعها
التي لا
تُـحْصَىٰ، وقد
سَرَّنا
اجتماعُكم
باسم الجامعة
وتحمّلكم
لذلك
المشاقَّ،
وتجمّعكم
حولنا منذ أن وَطِئَتْ
أقدامُنا
الرياضَ،
وذلك يدلّ على
حبكم للعلم،
وإخلاصكم في
العمل؛
فجزاكم الله
خيرًا،
وسَدَّدَ خطاكم
وجعلكم من
عباده
المخلصين.
وبعد
انتهاء
الحفلة،
أقاموا لنا
مأدبةً كبيرةً،
فتناولناها
برغبة؛ لأننا
كنا قد شعرنا بالجوع
وثارت فينا
شهية الأكل.
أما كاتب السطور
فلم تَثُرْ
لديه رغبةٌ؛
لأن شهيته
كانت قد اختلّت
منذ أيام في
الهند؛ ولكنه
تناول بعضَ
الأكلات الخفيفة
التي
قَدَّمُوها
لنا والتي
كانت جزءًا من
الأطعمة التي
وُضِعَت على
الطاولة،
وكانت مزيجةً
من الأكلات
العربيّة
والهنديّة
مما رَغَّبَها
إلى جميع
الأكَلَة.
وعدنا
من المطعم إلى
قصر الضيافة
والساعةُ حادية
عشرة ونصف، فصلّينا
أولاً العشاء
ثم أخذنا
حظّنا من النوم،
واستيقظنا في
الهزيع
الأخير من
الليل كعادتنا
في الهند،
وأدّينا صلاة
الليل وتلونا
وردًا من
القرآن
الكريم؛ لأن
غرفنا كلها
كانت مُزَوَّدَة
بنسخة نسخة من
المصحف
الشريف وفردة
فردة من
سجَّادة
الصلاة،
وكانت جهةُ
القبلة مُحَدَّدَةً
بإشارة
ورقيّة
منصوبة في
السقف على
مدخل الغرفة،
وكانت بيئةُ
الغرفة بطبيعتها
تدفع الساكنَ
بها إلى أداء
العبادات من الصلوات
والتلاوات
والأذكار في
أوقاتها، فلله
الحمد والمنة.
وبعد
أداء صلاة
الفجر –
من صباح يوم
السبت 27/ من
شعبان
بالتقويم
السعودي 1434هـ =
6/يوليو 2013م –
و وردنا من
تلاوة القرآن
الكريم،
استلقينا على
السرير نحو
ساعة، ثم اتصل
بعضُنا ببعض
عن طريق
الهواتب
الداخلية،
فقَرَّرْنا
أن ننزل إلى
التحت حيث
المطعم –
مطعم الواحة –
في الدور
الأرضي،
فنزلنا معًا
إليه فاسْتَقْبَلَنا
مديرُ
خَدَمَة
المطعم الذي
كان هنديًّا
من منطقة «مَدْرَاسَ»
- تِشَنَّئي
حاليًّا –
فسرّنا كونُه
ذلك؛ لأنه
سَهُلَ بذلك
تفاهُمُنا
معه فيما
يتعلّق
بأنواع
الأكلات
وموادّ الفطور
واختيار
المُفَضَّلَة
منها لدينا، وجلسنا
بعد غسل
أيدينا حول
طاولة
مستديرة كبيرة
لحدّما، وقد
ملأ الموظفون المُوَكَّلُون
بتقديم
الأكلات
طاولتنا بالمختارة
منها من
قِبَلنا،
فتناولنا
الفطورَ
الطيبَ
اللذيذَ،
وتناولنا
الشأي مع
الحليب
كعادتنا في
الهند؛ حيث
كان الشأي
المطبوخ في
إبريق الشأي
منفردًا من
الحليب الذي
كان في ظرف
آخر ساخنًا،
فأعددنا
الشأيَ حسب
رغبتنا،
وتناولنا
كوبين كوبين
كعادتنا في
الفطور كلّ
يوم في الهند،
وتناولنا مع
كلّ جرعة من
الشأي عددًا من
الزيتون الذي
نحبّه نحن
المسلمون
الهنود كثيرًا
لكونه
مُثُنىً عليه
في كتاب الله
عز وجل،
ولكونه
مأكولاً
مفضلاً لدى
العرب الذين هم
أول
المخاطبين
بالشريعة
الإسلامية
والوحي
الإلهي،
وكانت على
مائدتنا من
حسن حظّنا النوعُ
الأسودُ منه
الذي نحبه
بشكل أفضل.
في
حفل الغداء في
منزل فضيلة
وكيل الوزارة
وعدنا
إلى غرفنا
والساعة
تاسعةٌ ونصف،
فاستعددنا
للخروج إلى
منزل فضيلة
الشيخ
الدكتور عبد
العزيز عبد
الله العمار
وكيل وزارة
الشؤون
الإسلامية
والأوقاف
والدعوة
والإرشاد
للشؤون الإسلامية؛
حيث كان من
المقرر أن
نتحرك إليه من
قصر الضيافة
في الساعة
الثانية عشرة
تمامًا؛ لأنه
كان قد أقام
لنا مأدبةً
غداء،
احتفاءً بنا،
صادرًا عن
حبّه الصادق
لنا نحن
المنتمين إلى
جامعة ديوبند
الإسلامية
الكبرى. وكانت
السيارتان
المُخَصَّصَتنا
لنا واقفتين
ببوابة القصر
في انتظارنا،
وكان الأخوان:
الشيخ عبد
العزيز
الغانم
والشيخ عبد
العزيز
المبارك ينتظر
اننا في عرصة
القصر فنزلنا
في الميعاد وركبنا
السيارتين،
يصاحبنا كلّ
من المرافقين
المذكورين،
فوصلنا في نحو
الساعة
الثانية عشرة
والنصف إلى
منزل فضيلة
وكيل الوزارة
في «الدرعية»
في الجانب
الشرقي من
جامعة الملك
سعود التي هي
أكبر وأقدم
الجامعات
بالمملكة،
ولم يكن بين
الحيّ الذي
يقع فيه منزل
فضيلة وكيل
الوزارة وبين
مباني
الجــامعـــــة
إلاّ شـارع ذو
اتجاهين يمرّ
شمالاً
وجنوبًا.
استَقْبَلَنا
فضيلةُ وكيل
الوزارة بباب
بيته وتبادلنا
السلامَ،
والعربُ من
عادتهم إطالة
التحيات،
واستخبار
الأحوال،
والمبالغة في
المجاملة،
وتقبيل
الجباه أو
المناكب أو
الخدود، حسب
مراتب الذين
يقابلونه.
أمّا نحن
العجم ولاسيّما
أبناء شبه
القارة
الهندية فقد
تعوّدنا الإيجازَ
في ذلك
والاقتصارَ
على الحدّ
الواجب فقط، فعندما
نقابل العرب
ونتعامل معهم
بتبادل التحيات،
نشعر دائمًا
بالتقصير
الذي يصدر منا
دونما تعمّد
منّا؛ لأننا
لم نعرف هذه
المبالغةَ في
ممارسة
المجاملة لدى
اللقاء. وبهذه
المجاملة
اللطيفة
العربيّة
اسْتَقْبَلَنا
فضيلةُ وكيل
الوزارة ومن
كان معه من
أبنائه
وأقاربه، فجزاهم
الله تعالى عن
ذلك كلّه.
أجلسنا
فضيلته في
غرفة الضيوف
التي كانت تتصدر
منزلَه
الفخم، وكان
قد دعا
فضيلتُه إلى
مأدبته عددًا
وجيهًا من
رجال العلم
والأدب والثقافة
والأساتذة
الجامعيين
بمن فيهم
الشيخ الأستاذ
أحمد البراء
بن عمر بهاء
الدين
الأميري
السوري الشاعر
الإسلامي
العربي
الكبير رحمه
الله والشيخ
عبد العزيز
الركابي
والشيخ سعد
البريك والشيخ
تركي العتيبي
والشيخ
إبراهيم
الزين وغيرهم
الذين لم
نتمكن من
تسجيل أو حفظ
أسمائهم؛
ولكنه لا
يضرّهم أننا
لا نحفظ
أسماءهم؛ لأن
الله العليم
يحفظها. وبهذه
المناسبة
أهدى الأستاذ
أحمد البراء
بن عمر
بهاءالدين
الأميري حفظه
الله نسخة
نسخة من كتاب «الأميريات»
الذي يشتمل
على روائع عمر
بهاءالدين
الأميري رحمه
الله تعالى،
إلى كل من
فضيلة رئيس
الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني،
وفضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني، وإلى
كاتب هذه
السطور.
كما
دعا فضيلته
إلى مأدبة
الغداء عددًا
من المسؤولين
في وزارته،
وعلى رأسهم
فضيلة الشيخ عبد
الرحمن بن
غنام الغنام
وكيل الوزارة
المساعد
للشؤون
الإسلامية،
إلى جانب عدد
من أبناء
جامعة ديوبند
المقيمين
للعمل في
الرياض بمن
فيهم الشيخ
عبد الباري
شمس الحق
القاسمي والشيخ
فخر الدين
الأعظمي
القاسمي
والشيخ جميل
الرحمن
القاسمي
وغيرهم الذين
تَعَرَّفَ فضيلتُه
عليهم خلالَ
لقياه إياهم
على مطار الرياض
الدولي؛ حيث
حضروا
لاستقبالنا
وسعدوا
بالتعرف عليه
ولقائه.
كلمات
تعارف ولقاء
في غرفة ضيافة
فضيلة وكيل
الوزارة
وقد
ارتأى فضيلة
الشيخ
الدكتور عبد
العزيز العمار/
حفظه الله أن
يُعَرِّفَنا
إلى الحضور ويُعَرِّف
الجامعةَ
إليهم وأن
يطلب إلى بعض من
حَضَرَ من ذوي
العلم والفكر
أن يُبْدُوا انطباعاتِهم
نحوها –
الجامعة
الإسلامية:
دارالعلوم/
ديوبند –
في ضوء ما
يعرفونه عنها
وعن مشايخها
وعلمائها، فأشار
عليَّ فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني/ حفظه
الله أن أتحدث
عن الجامعة
وإنجازاتها في
سبيل العلم
والدين وخدمة الشعب
المسلم
الهندي على
جميع الأصعدة
الدينية والاجتماعية
ودورها في
الحفاظ على
الكيان الإسلامي
في الهند.
وكنتُ
عندها قد
نَفِدَت
بطاريةُ
ذهني؛ لأن نسبة
السكّر تهبط
في دمى بسرعة
كبيرة في
الأغلب في مثل
هذه الساعة:
الواحدة إلاّ
ربعًا؛ حيث
كان قد مضى
على تناول
الفطور نحو ست
ساعات؛ ولكنه
حفظه الله
أشار عليّ
بالحديث
بمفاجأة سريعة،
فلم أقدر أن
أرفض
إشارتَه؛ حيث
قال إن الشيخ
هو ترجمانُ
الجامعة أي
الناطق باسمها
في هذا السفر،
وكنتُ أودّ أن
يتحدث فضيلته
هو؛ لأنه أقدر
مني على
الحديث
الشفويّ حتى بالعربية
كذلك؛ لأنه
كثيرُ
الاختلاف إلى
الحرمين
الشريفين
وكثير
الاحتكاك
بالإخوة العرب
والتحادث
معهم في
لهجتهم
المحلّية
ولغتهم الفصحى
معًا، فتوكلت
على الله
وبدأتُ
الحديثَ بصوت
ضعيف، يكاد لا
يبين؛ لأن
النظام الصوتي
كان قد فَتَرَ
لديّ للسبب
الذي أسلفتُه
آنفًا، ثم
ساعدني الله،
وذكرت خلفيةَ
تأسيس الجامعة،
ومكانتَها
لدى الشعب
المسلم
الهندي، وخدماتِها
الجُلَّىٰ
عبر أكثر من
قرن ونصف،
والشعبيّة
التي لا
تدانيها فيها
حتى الآن أي
جامعة
إسلامية في
شبه القارة
الهندية رغم
اتكائها على
دعايات
مُكَثَّفَة،
ورغم زهد
جامعة ديوبند
فيها، كما
تحدثت عن
إنجازاتها في
الماضي
والحاضر، وما
يُؤْمَل منها
في المستقبل،
ثم تناول
الحديثَ مني
فضيلة الشيخ
السيّد أرشد المدني
وفضيلة رئيس
الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني
فأجادا
وأفادا،
والشيخ النعماني
كذلك يجيد
الحديثَ
والخطابَ بكل
من الأردية
والعربية ولا
يحتاج إلى
ترجمان مثل كثير
من العلماء
المتقنين من
الجيل القديم
الذي كان
يمتاز
بالتضلع من
العلم وعدم
القدرة على النطق
بالعربيّة
شفويًّا، فقد
تكلم عن سلاسة
بالعربية مع
كل من العلماء
والمشايخ
والمسؤولين
الذين جرى
لقاؤهم خلال
هذا السفر.
ثم
تحدث فضيلة
الشيخ
الدكتور عبد
العزيز العمار
حفظه الله،
فأوجز
الحديثَ عن
مكانة الجامعة
في شبه القارة
الهندية وفي
العالم كله، وقال
مصارحًا: إنني
أتفق مع
الجامعة في
مذهبها،
وأشيد بخدماتها
وخدمات
مشايخها في
العالم كله في
مجال الدين
والدعوة،
والتأليف
والكتابة، ونشر
العلم
والثقافة،
ولاسيّما
علوم الكتاب والسنة،
الأمر الذي
مَيَّزَها عن
جميع الجامعات
الإسلامية في
العالم،
ومكانتُها
غيرُ خافية على
مسلمي
العالم، ونحن
بدورنا
نعرفها
ونقدرها، ولن
نبخس حقَّها.
وقد
طلب فضيلتُه
إلى عدد من
العلماء
والمشايخ
وأساتذة
الجامعات
الذين كانوا
قد حضروا هذه
المناسبة
مدعوين من قبل
فضيلته إلى
المأدبة أن
يتحدثوا عما
لديهم نحو
الجامعة
وخدماتها في
مجال الدين
والعلم، فتحدثوا
بما فتح الله
عليهم،
وأَبْدَوْا
إعجابَهم
بالجامعة
وأَثْنَوْا
على علمائها،
وكان بعضُهم
يعرف أسماءَ
بعض مشايخ
ديوبند الذين
زاروه في
كراتشي
بباكستان،
كالمفتي محمد شفيع
الديوبندي ثم
الباكستاني
رحمه الله (1314-1396هـ
= 1896-1976م)، وتساءل
بعضهم عن
خدمات علماء
ديوبند
الحاليين في
مجال
التفسير،
فقال فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني:
إن أفضل وأوسع
تفسير وضعه
علماء ديوبند
هو «تفسير
معارف القرآن»
للعلامة
المفتي محمد
شفيع
الديوبندي
رحمه الله؛
ولكنه باللغة
الأردية، ولو
نُقِل إلى العربية
لعَرَفَ
العلماء
العرب أنه
قلّما يوجد
نظيره بين
التفاسير
التي وُضِعَت
في العصر
الحاضر حتى
باللغة
العربية، أما
التفاسيرُ
التي
أَلَّفَها
علماء ديوبند
في الماضي في
القرن الرابع
عشر الهجري
فهو تفسير «بيان
القرآن»
بالأردية
لصاحبه
العلامة
الكبير الشيخ
أشرف علي
التهانوي
رحمه الله
(1280-1362هـ = 1862-1943م) و«التفسير
العثماني»
لصاحبه
العلامة شبير
أحمد
العثماني
الديوبندي
رحمه الله
(1305-1369هـ = 1887-1949م) الذي
كان قد
طَبَعَه مع
الترجمة
الأردية
للقرآن
الكريم بقلم
أستاذه الشيخ
الكبير الشيخ
محمود حسن
الديوبندي رحمه
الله المعروف
بـ«شيخ
الهند»
(1268-1339هـ = 1851-1920م)
مجمعُ الملك
فهد لطباعة
المصحف الشريف
بالمدينة
المنورة
طَوَالَ
سنوات
متتاليات؛
ولكنهما
أيضًا باللغة
الأردية: لغة
مسلمي شبه
القارة
الهندية.
الكرم
العربي الذي
شملنا به
فضيلة وكيل
الوزارة
ثم
دعانا فضيلة
الدكتور
الشيخ عبد
العزيز العمار
إلى مأدبة
الغداء التي
كانت قد
نُسِّقت في
القاعة
المتصلة في
الدور الأرضي
من منزله
الواسع الجميل،
فأجلسنا نحن
الضيوف في
المكان الذي رآه
مناسباً
لكامل
الاحتفاء
بنا، وكانت حقًا
مأدبة دسمةً
جمعت أنواعًا
من الأكلات
الكثيرة
اللذيذه
الشهيّة،
وكانت أفضل
الأكلات هو الرز
المطبوخ في
بطن الضأن
الذي يعدّه
العربُ أشهى
الأكلات؛
ولكن الضأن
المطبوخ مع
الأرز كان
موضوعًا في
صينية كبيـرة
بعيدًا عنا؛
فلم تتمكن
أيدينا أن تصل
إليــه،
اللهم إلاّ
بعض الأجـزاء
التي اقتطعها
لنا المضيفون
القائمون على
تقديم مواد
الأكلات إلى
الضيوف، وكانت
عشرات أنواع
من الأشربة
والفواكه
الطازجة، فتناولناها
حتى الشِبَع
نحوَ ساعة أو
أقلّ ثم نهضنا
وغسلنا
أيدينا، ولم
يفارقنا
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
العزيز
العمّار حتى
لدى غسلنا
أيدينا في
المغسل حيث
كان يُقَدِّم
بيديه مناديل
ورقيّة إلى
الضيوف
ولاسيما
فضيلة الشيخ السيد
أرشد المدني
وفضيلة الشيخ
المفتي أبوالقاسم
النعماني
رئيس الجامعة
اللذين احتفى بهما
فضيلتُه
احتفاءً
بالغًا دَلَّ
على ما يكنّه
حفظه الله في
قلبه نحوهما
لعلمهما وفضلهما
وما يكنّه من
الحب
والإعجاب
البالغين نحو
جامعتنا:
الجامعة
الإسلامية
العريقة الكبرى
في شبه القارة
الهندية:
دارالعلوم
الكائنة بـ«ديوبند».
ثم
أجلسنا
فضيلتُه في
غرفة الضيوف
مرة ثانية ودار
علينا أبناؤه
والموظفون
المُوَكَّلون
بالخدمة
بأكواب الشأي
الخفيف
الجرعات، وكان
نوعين: الشأي
مع النعناع
والشأي بدونه
وكان مجردًا
من السكّر،
فوضعنا فيه
الـ«سوكرفري»
الذي حملناه
معنا من
الهند؛ لأننا
مصابون بداء
السكري، ووضع
فيه حبّات
السكّر منا من
لم يَشْقَ
بالإصابة
بهذا الداء
المؤذي. ثم
دِيْرَ علينا
بالعود
الملتهب ذي
الدخان الطيب
المُنْعِش
للروح
والمُدْخِل
للسرور على
النفس؛ فبعد
دقائق
استأذنّا
المضيفين
للخروج من عندهم،
ولاسيّما
لأنهم لم
يتنالوا
شيئًا معنا
على مأدبة
الغداء وكانت
الساعة
ثانيةً ونصفًا،
ولأن العرب
يقولون: «إذا
جاء العودُ
فلا قعودَ»،
وكأن إدارة
العود
الملتهب على
الضيوف يكون إيدانًا
لهم بأن
لايمكثوا
بعده، وإلاّ
فإنهم
سيكونون
خارقين
للعادة
العربية
العريقة.
وَدَّعنا
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
العزيز العمار
على باب منزله
بحفاوته تلك
التي استقبلنا
بها، فركبنا
سيَّارَتَيْنا
و وصلنا إلى قصر
الضيافة فإلى
غرفنا
والساعةُ
ثالثةٌ، فأخذنا
حظّنا من
القيلولة
والاستراحة،
ثم صلّينا
العصر،
وتناولنا
الشأي في
غرفنا في نحو الساعة
الخامسة
والنصف. وكنا
نحن في
العِشاء مدعوين
إلى مأدبة
العَشاء لدى
الأخ الفاضل
الشيخ جميل
الرحمن حافظ
القاسمي
البجنوري أحد
أبناء
جامعتنا الذي
يتجر في العود
والعطورات في
مدينة الرياض
منذ أكثر من
ثلاثة عقود من
الزمان
متخذًا حيَّ
البطحاء من
المدينة
مقرًّا له
ويسكن شققًا
في مبنى شامخ
في مدخل
البطحاء من
قبل شارع
المطار
القديم
بالمدينة
الذي يمرّ
مخترقًا
البطحاءَ
شمالاً
وجنوبًا.
على
مادبة
العَشاء لدى
الشيخ جميل
الرحمن حافظ
القاسمي أحد
أبناء
الجامعة
كان
فضيلة الشيخ
السيد أرشد قد
اتجه بعد صلاة
العصر إلى بعض
الإخوة الذين
استصحبوه إلى
مساكنهم
لقضاء ما عنده
من بعض
الحاجات؛
ولكن فضيلة
رئيس الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني بقي
في الغرفة
يقوم بالذكر
والعبادة
والتلاوة كما
هو شأنه لدى
الفراغ من
الأشغال
الدنيوية.
أمّا أنا كاتب
هذه السطور
والأخ العزيز
الشيخ محمد عارف
جميل
المباركفوري
القاسمي، فقد
اتصلنا ببعض
الإخوة من
أبناء
الجامعة
المقيمين
بالرياض،
ليأخذونا إلى
بعض المحالّ
التجارية؛
حيث كنت أنا
بمسيس الحاجة
إلى شراء زوج
من الحذاء الطبي
الفرنسي الذي
أستخدمه لدى
التمشّي الصباحي
في عرصة البيت
بالهند،
وضعًا للحد من
عوارض داء
السكري
المتكاثرة،
وكان الأخ
محمد عارف بحاجة
إلى حبّة من
الجوال؛ لأن
ما أخذه منه
معه من الهند
كان قد تعطّل
من العمل،
فحضر من الإخوة
الذين اتصلنا
بهم الأخ
الأستاذ محمد
مبين بشارة
حسين القاسمي
بسيّارته، و
وقف ببوابة
قصر الضيافة
الخارجية؛
لأن عامّة
الزوار لم يكن
مسموحًا لهم
أن يدخلوا إلى
الفناء الداخلي
للقصر الواقع
داخل السور،
فضلاً عن أن يدخلوا
القصر؛
فنزلنا من
غرفنا
واتجهنا إلى إحدى
البوابتين
الخارجيتين
نقرأ
الأدعية، حتى
لايكون الأخ
واقفاً
ببوابة أخرى
بعيدة جدًّا
بالنسبة إلى
البوابة التي
اتجهنا إليها،
فحمدنا الله
تعالى أنه
ألهمه أن يقف
بسيارته بالبوابة
القريبة؛ لأن
الجرح الغائر
في رجلي اليسرى
كان يمنعي من
السير قدمًا،
طويلاً.
ركبنا
السيارة،
وكان الوقت
بعد صلاة
المغرب مباشرة،
فذهب بنا الأخ
إلى محلّ كبير
للأدوات
الطبية كان
يديره عربي
سوداني،
فوجدنا طِلْبَتَنا
عنده
واشترينا
زوجين من
الأحذية
الطبية للاستعمال
العادي
والاستعمال
الطارئ، ثم صلينا
العِشَاء في
أحد المساجد
الشامخة، ثم وقف
بنا الأخ على
سوق «مول»
ودخله هو
والأخ العزيز
محمد عارف
واشترى له رغبتَه
من الجوّال
الذكي ذي
اللون الأسود
الصغير الحجم
الخفيف الحمل.
ثم اتجهنا
والساعةُ
تاسعةٌ ونصفٌ
إلى مسكن الأخ
الشيخ محمد
جميل الرحمن
حافظ
القاسمي، فوجدنا
الشيخين
الجليلين:
فضيلة الشيخ
المفتي
أبوالقاسم
النعماني
وفضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني
والشيخ محمد
راشد الأعظمي
قد سبقونا
إليه، وكأننا
تأخرنا
قليلاً عن
الميعاد المعهود،
وما إن وصلنا
حتى رَتَّبَ
المضيفون المائدةَ،
التي كانت
الموادُّ
الموضوعةُ
عليها كلُّها
شهيّة
للغاية؛
لأنها كانت
مزيحـة من
الأكلات
العربية
والهندية
معًا، والهنودُ
كغيرهم من
الأعراق
يُفَضِّلُون
أكلاتِهم على
غيرها؛ لأنهم
يكونون قد
وُلِدُوا
عليها
وشَبُّوا،
فتناولنا
بنَهَم شديد
ورغبة جامحة،
وأَتْحَفَنا
المضيفون
الذين كانوا
إخوةً أشقاء لنا
في التعليم
والدراسة،
ببعض الهدايا
الغالية
فجزاهم الله
خيرًا، وكان
على رأسها
العطور ذات
الأنواع
الممتازة
التي يتجر
فيها الأخ
الشيخ محمد
جميل الرحمن
حافظ. وكان من
بين المدعوين
عدد من أبناء
الجامعة
المقيمين
بالرياض، وعلى
رأسهم فضيلة
الشيخ عبد
الباري شمس
الحق القاسمي
والشيخ فخر
الدين
الأعظمي
القاسمي والشيخ
محمد نجيب
السنبهلي
القاسمي
وغيرهم الذين
لا أحفظ
أسماءهم؛
ولكن أحفظ
حبهم لنا و ولاءهم
للجامعة.
الليلة
الثانية في
قصر الضيافة
عدنا
من عندهم إلى
قصر الضيافة
والمؤتمرات والساعة
نحو ثانية
عشرة ليلاً،
فقضينا بعض الحوائج
اللازمة، ثم
لجأنا إلى
الفراش في
غرفنا،
ونهضنا
كالعادة في
الساعة
المتأخرة من
الليل؛ لأن
سجادة الصلاة
ونسخة
المصحف،
وتحديد جهة
القبلة،
ودورات
المياه
النظيفة
المُعَقَّمَة،
ونظافة
الغرفة،
وتنسيقها
البديع، وأغراضها
الجميلة،
ولون جدرانها
الساحر الأخاذ:
كلُّ ذلك –
وغيره الذي
لايسعني وصفه –
كان
يُحَرِّضنا
على السَهَر
مبكرًا،
والقيام
بأورادنا من
صلاة الليل
والتلاوة
والذكر،
مُتَّبِعِين
عادتَنا في
الهند؛ بل
أكثر من ذلك؛
لأننا لا
يتيسّر لنا
مثل هذه
التسيهلات
الضرورية والكمالية
في وطننا؛
فذلك كان
يبعثنا على أن
نؤدي الشكر
لله الذي
هَيَّأَ لنا
ذلك كلَّه، ومن
شكره كان أن
نؤدّي
حظَّنَا من
الصلاة والذكر
والتلاوة
والدعاء؛ فله
الحمد أولاً
وآخرًا،
حمدًا طيبًا
مباركاً فيه.
في
«مطعم
الواحة» في
القصر
في
الساعة
السابعة
والنصف
صباحاً –
يوم الأحد:
28/شعبان
بالتقويم
السعودي 1434هـ =
7/يوليو 2013م –
نزلنا معًا من
غرفنا بالقصر – بعد
ما اتّصل
بعضنا ببعض –
إلى الدور
الأرضي حيث
مطعم القصر «مطعم
الواحة»،
فاسْتَقْبَلَنا
مديرُ
خَدَمَة
تقديم الأطعمة
إلى الضيوف
بقاعته
المركزية حيث
الكراسي
مصفوفة حول
الطاولات
المستديرة أو
المربعة،
وكان المدير
غير الذي كان
قد تلقّانا
أمس، وكان لا يعرف
لغتنا
الأردية؛
ولكننا
تفاهمنا معه
بالإنجليزية
وببعض
العربيّة
المحليّة
التي كان قد
تعلمها
بالاحتكاك
بالضيوف
العرب وتناولنا
الفطور على
شاكلة ما
تناولناه
أمس،
وانتهينا منه
والساعةُ
ثامنةٌ ونصف،
فتوجهنا إلى
غرفنا، وأخذ
كلٌّ منا
يستعدّ
للتوجه إلى
مبنى وزارة
الشؤون
الإسلامية
والأوقاف
والدعوة والإرشاد؛
حيث كان من
المقرر أن
نلتقي اليوم
الساعة
العاشرة
والنصف معالي
الوزير
الدكتور الشيخ
صالح بن عبد
العزيز بن آل
الشيخ حفظه
الله.
لقاء
معالي الوزير
الدكتور صالح
بن عبد العزيز
حفظه الله
في
مكتبه
والحديث
الودّي معه
وتأثرنا من
تواضعه
ركبنا
سيارتينا
ومعنا
مرافقانا
الشيخ عبد العزيز
الغانم
والشيخ عبد
العزيز
المبارك فوصلنا
مبنى الوزارة
والساعة
عاشرة وربع
تمامًا،
لأننا تحركنا
من القصر في
الساعة
العاشرة
تمامًا،
فاستقبلنا
على مدخل المبنى
بعضُ كبار
المسؤولين،
وأَدَّوْنا
بالمصعد
الكهربائي
إلى الدور
الذي كان عليه
مكتب معالي
الوزير،
فلَقِيَنا
خارجَ المكتب
وكيل الوزارة
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
العزيز العمار
ونائب وكيل
الوزارة
فضيلة الشيخ
عبد الرحمن غنام
الغنام
بترحاب حارّ
واستصحبانا
إلى داخل مكتب
معالي الوزير
الذي لم يكن
قد حَضَرَ بعدُ
لارتباطاته
السابقة.
وظلنا
نتبادل
الحديثَ حول
أنواع من
القضايا التي
تهم الإسلام
والمسلمين في
العالم، حتى دَخَلَ
علينا معالي
الوزير حفظه
الله في
الساعة
الحادية عشرة
إلاّ ربعًا،
فتلقّانا
معاليه
بحفاوة كبيرة
هي نصيب العرب
الذين
أَسْعَدَهم
اللهُ بأن
جَعَلَهم من
قوم النبي
الأعظم
سيّدنا
ومولانا وحبيبنا
وشفيعنا حبيب
رب العالمين
محمد بن عبد
الله – صلى
الله عليه
وسلم – ثم
أشار إلينا أن
نجلس على
الكراسي بحنب
مجلسه، فجلس
معنا والفرحةُ
تغمر أسارير
وجهه، ونور
البشر يعلو
وجهَه كله،
فآنسنا
واستأنسنا به
كأنه شقيقٌ
لنا ليس في
العقيدة
والدين
وحدهما ولكن
في التراب والطين
كذلك، وكأنه
يعرفنا منذ
زمان طويل، بل
يعيش معنا
دائمًا، أو
كأنه كان منّا
على ميعاد منذ
وقت
طويل، وكأنه
وَجَدَ فينا
طِلْبَتَه أو
قضي فينا
حاجته، رجل
تَوَاضَعَ معنا
رغم منصبه
السامي الذي
يزدان به ورغم
عظمته
المتوارثه،
فهو سليل
الإمام الشيخ
محمد بن عبد
الوهاب
النجدي رحمه
الله (1115-1206هـ = 1703-1792م)
الذي رَفَعَ
لواءَ
التوحيد
وقَمَعَ الشرك
والبدع في
ديار الحرمين
الشريفين،
حتى صار رمزًا
لمحو البدع
والخرافات..
تَوَاضَع معنا
رغم وقاره هو
و وقار منصبه
اللذَين لم
يحولا دونه
ودون البسمة
العريضة التي
ظلّت ترقص على
شفتيه. إنه
رجل عظيم في
باطنه وعظيم
في ظاهره، فهو
فارع القامة،
كبيرالهامة،
وجيه الجسم،
جميل الوجه،
واسع
العينين،
يتحدث فينفذ
في قلب
مخاطبه، كأنه
لا يتحدث
باللسان الذي
هو في فمه،
وإنما يتحدث
بلسان في
قلبه، وقد صدق
الشاعر
العربي الذي
قال:
إنّ
الكلام لفـي
الفـؤاد
وإنـما
جُعِلَ
اللسان على
الفؤاد
دليلاً
دراسة
بعض القضايا
الهامة مع
معالي الوزير
حفظه الله
وقدم
فضيلة رئيس
جامعة ديوبند
الإسلامية الشيخ
المفتي
أبوالقاسم
النعماني
بهذه المناسبة
مذكرةً إلى
معاليه فيما
يتعلق بتوطيد
العلاقة بين
الجامعة وبين
الوزارة
وبالتالي بين
المملكة،
وجرى خلال
اللقاء تبادل
الأحاديث
الودّية حول
عدد من
الموضوعات
ذات الاهتمام
المشترك ولا
سيما حول
العمل الإسلامي
وسبل دعمه
وتطويره
وأوجه
التعاون بين
المملكة وبين
الجامعة،
وخاصة فيما
يتصل بمكافحة
التطرف لدى
بعض الطوائف
الإسلاميّة
التي تؤمن
وتعمل
بالتسارع إلى
التكفير
والتبديع والتفسيق
للمسلمين
الذين لا
يذهبون
مذهبَهم وهم
الأغلبية
الساحقة في
العالم
ولاسيّما في
شبه القارة
الهندية، كما
أنها تتناول
العلماء والأئمة
السلف حتى
الصحابـــة
بأشنـع
الألقاب والشتائم
والاتّهمامات
التي هم عنها
برآء. وقد
قُدِّمَت إلى
معاليه/ حفظه
الله مقتطفات
من بعض مقالات
علماء هذه
الطوائف،
فقال معاليه
بعد ما اطلّع
عليها: هذا ما
لايقول به حتى
أي عاقل فضلاً
عن أن يكون
مسلمًا، إنه
لا يقول بذلك
إلاّ
الشيطان، ولا
تكدروني
بأمثال هذه
الكلمات
الشنيعة، إن
العلماء
السلف،
والصحابة الكرام
رضي الله عنهم
لهم المنة على
الأمة، وكل من
يعتقد فيهم
بغير ما جاء
في كتاب الله
وسنة رسوله صلى
الله عليه
وسلم
في شأنهم فهو
مُتَعَدٍّ
الحدودَ
الإسلاميّة،
ونحو لن نقر
بذلك ولن
نتحمل.
وقد
حضر اللقاءَ
الذي جرى بين
معاليه وبين
فضيلة رئيس
الجامعة
والوفد
المرافق له كل
من وكيل
الوزارة
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
العزيز عبد
الله العمار و
وكيل الوزارة
المساعد
فضيلة الشيخ
عبد الرحمن بن
غنام الغنام.
إنه
أقوى مني
وكان
في الحديث
الودى الذي
جرى بين
معاليه وبين
فضيلة رئيس
الجامعة
والوفد
المرافق له القِدْحُ
المُعَلَّىٰ
لفضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني الذي
تحدث في طلاقة
وسلاسة
ومقدرة
بيانية عن
الموضوعات ذات
الاهتمام
المشترك وعن
تطرّف تلك
الطوائف المشار
إليها، حتى
قال معاليه:
إن الشيخ أرشد
أقوى منّي
مقدرة بيانية
ونشاطا
جسمانيًّا، فقال
كاتب هذه
السطور: إنه
شبه عربيّ؛
حيث إن جدّه
كان قد انتقل
بأبنائه –
بمن فيهم
والده الشيخ
السيد حسين
أحمد المدني
(1295-1377هـ = 1879-1957م) –
وعاد أبوه
للهند للعمل
الإسلامي على
أمر من أستاذه،
وبقي أعمامه
وأبناؤهم
بالمدينة المنورة،
ومن ثم
يُعْرَفُون
بالمدنيين،
والشيخ أرشد
المدني كثير
الاختلاف إلى
المدينة المنورة
والحجاز،
وطويل
الإقامة لدى
ابناء أعمامه،
ومن ثم هو قوى
البيان وذو
مقدرة حديثية
باللغة
العربية؛
ولكنه كذلك
خطيب مصقع
باللغة
الأردية
كذلك، فسُرَّ
معاليه بما
شرحتُ له،
وقال: «الشيء
من معدنه لا
يستغرب».
في
مكتب فضيلة
وكيل الوزارة
وبما
أنّ معاليه
كان قد قرر أن
يقيم اليوم في
الساعة
الثانية
ظهرًا حفل
غداء احتفاءً
بالوفد
الجامعي، فكان
لنا أن نحظى
بلقائه مرة
ثانية،
فنهضنا من عند
معاليه، لكي
ننتهز الفرصة
للقاء معالي الدكتور
عبد الله عبد
المحسن
التركي أمين
عام رابطة
العالم
الإسلامي؛
لأننا علمنا
أنه موجود
اليوم
بالرياض،
وكان
القائمون على
تنسيق
برنامجنا قد
أخذوا موعدًا
للقاء معاليه
مسبقًا، وقبل
أن نغادر مبنى
الوزارة
رأينا من المناسب
أن نجلس إلى
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
الزيز العمار
وكيل
الوزارة،
الذي كان
مكتبه بجنب
مكتب معالي
الوزير، فجرى
معه الحديث
الودّي حول
شتى
الموضوعات
الإسلامية
بحضور الوكيل
المساعد
الشيخ عبد
الرحمن
الغنام.
والدكتور
العمار/ حفظه
الله رجل تنطق
ملامح وجهه
بالذكاء وقوة
الذاكرة
والفطانة
ومعرفة الناس
والخوض في
أغوار النفس،
من ثم هو من
أقدر الناس على
إنزال الناس
منازلهم
وتوفية كل
منهم حقَّه من
الاحترام
الذي يستحقه
صادرًا عن
إدراك المكانة
التي يتمتع
بها. كما أنه
يجمع بين العلم
العميق
والدراسة
الدقيقة
لأوضاع الأمة الإسلامية
في العالم
كله، وهو رجل
ذوعلم وفضل
صدر بقلمه عدد
من المؤلفات
القيمة في
مختلف الموضوعات
الإسلاميّة،
وهو ممن تعلم
من فضيلة
الشيخ المحدث
عبد الفتاح
أبوغدة رحمه
الله في
الرياض،
ومخايلُ
النجابة
والشرف والكرم
العربي تنطق
على وجهه، وهو
رجل يحبّ
العلمَ وأهلَه
ويُقَدِّر
الفضلَ
وذويه؛ ومن ثم
يحب علماء
ديوبند؛ لأنه
يعلم جازمًا
أنهم خدموا
العلمَ
والدين
والدعوة في
صمت وفي هدوء،
ولم ينطقوا
بما قاموا به
من الإنجازات
العلمية
والدعوية
والدينية،
وإنما تركوا
العمل ليتكلم
هو بنفسه،
فشهد العالم
كله بفضلهم
وسبقهم
وكونهم ربانيين
بمعنى الكلمة.
لقاء
معالي أمين
عام رابطة
العالم
الإسلامي في
مكتبه
بالرياض
نهضنا
من عند فضيلة
الشيخ
العمار،
فودعنا عدد من
المسؤولين
إلى الدور
الأرضي، حيث
ركبنا سيارتينا،
وكان معنا
الأخ الشيخ
عبد العزيز الغانم؛
لأن الشيخ عبد
العزيز
المبارك، كان
قد سَبَقَنا
إلى المدينة
المنورة
ليتخذ اللازم
لاستقبالنا
هناك
رسميًّا،
فتوجهنا
توًّا إلى مكتب
الرابطة
بالرياض، حيث
حظينا بلقاء
معالي
الدكتور عبد
الله التركي،
وجرى خلال
اللقاء بحثُ
سبل
الاستفادة
المتبادلة من
الخبرات
العلمية لدى
الجامعة
الإسلامية
دارالعلوم/
ديوبند،
نظرًا
لعراقتها
ومكانتها
الكبرى بين
الشعب المسلم
في شبه القارة
الهندية، ومن
جانبه أشاد
معالي
الدكتور
التركي بدور
جامعة دارالعلوم/
ديوبند في
تخريج جيل
مسلم وسطي
مُحَصَّن من
عوامل
الإفراط
والتفريط في
أمور الدين،؛
حيث صار ذلك
رمزًا على
شخصية هذه
الجامعة
العريقة التي
تعرف بـ«أزهر
الهند».
و بهذه
المناسبة أكد
رئيس الجامعة
فضيلة الشيخ
المفتي أبو
القاسم
النعماني أن
الجامعة تُولِي
أهميةً قصوى
فيما يتعلق
بتدريس طلابها
موادّ خاصة
بالثقافة
الإسلاميّة،
إلى جانب علوم
الكتاب والسنة
من العقيدة
والتوحيد
والتفسير
والحديث والفقه
واللغة
العربية
وآدابها
واللغات المحلية
وآدابها وعلى
رأسها اللغة
الأردية التي
تلي اليوم
العربية في
الغناء
بالمواد الإسلامية.
كما نوّه
فضيلته
بالجهود التي
تبذلها رابطة
العالم
الإسلامي في
التعليم
والتثقيف
ونشر اللغة
العربية في
أوساط
الأقليات
الإسلامية إلى
جانب
اهتمامها
بقضايا
الإسلام
والمسلمين في
العالم كله،
معربًا عن
رغبته في أن
يتم التعاون
بين الجامعة
وبين الهيئة
الإسلامية للتعليم
التابعة
لرابطة
العالم
الإسلامي. ومن
جانبه أكد
الدكتور
التركي حرص
الرابطة على
هذا التعاون.
معالي
الوزير حفظه
الله يحتفى
بالوفد ويقيم مأدبة
غداء بفندق
«قصر الرياض»
وصلّينا
الظهر في مكتب
الرابطة، ثم
توجهنا رأسًا
إلى مكان حفل
الغداء الذي
كان المقرر أن
يقيمه معالي
وزير الشؤون
الإسلامية
حفظه الله
وسارت بنا
سيارتانا،
فإذا بهما
تصلان بعد نحو
نصف ساعة أو
أكثر بساحة «فندق
قصر الرياض»
بشارع الضباب
بالرياض،
ونزلنا من
السيارتين
فاستقبلنا
مسؤولون في
الوزارة
ومعنيون في الفندق،
ودخلنا بهو
الفندق، ثم
توجهنا إلى المصعد
الكهربائي،
ثم صعدنا إلى
الدور الذي كانت
فيه القاعة
الواسعة
الكبيرة
الشامخة التي
انعقد فيها
الحفل الذي
سبق مأدبةَ
الغداء،
وجلسنا على
الكراسي
المصفوفة
المخصصة لنا
نحن الضيوف،
وبعد نحو نصف
ساعة وصل
سماحة المفتي
العامّ الشيخ
عبد العزيز بن
عبد الله آل
الشيخ رئيس
هيئة كبار
العلماء
وإدارات
البحوث
العلمية
والإفتاء، ثم
حضر معالي
الوزير،
وسبقه لفيف من
العلماء
والدعاة وعدد
من المسؤولين
في الوزارة
الذين دعاهم
معاليه إلى
مأدبة الغداء.
كلمة
فضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني عن
الجامعة
وفي
الحفل
التعارفي
الذي سبق
مأدبةَ
الغداء، تحدث
في إسهاب
فضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني عن
الجامعة:
خلفية
تأسيسها،
ودورها في تخريج
رجال
مُؤَهَّلِين
للقيام
بالدعوة وتبليغ
الدين ونشر
علوم الكتاب
والسنة
وإقامة كتاتيب
ومدارسَ
وجامعات
دينية
وإسلامية حافظت
على الكيان
الإسلامي
وحالت دون
ذوبانه في بوتقة
الوثنية
ديانة
الأغلبية
الساحقة أو المسيحية
ديانة
الاستعمار
الذي حكم
الهند منتزعًا
السلطة من يد
الإمبراطورية
الإسلامية
المغولية
التي كانت على
علاتها جنة
الإسلام
والمسلمين في
هذه القارة،
كما بين حفظه
الله مدى نفوذها
ومدى تأثيرها
في الأمة
الإسلامية في
خارج الهند
حتى في بلاد
أوربا
وإفريقيا
وبلاد الشرق
الإسلامي،
وحتى في ربوع
الجزيرة
العربية وفي
ديار الحرمين
الشريفين
بالذات؛ حيث
أسس أحد أبنائها
«مدرسةَ
العلوم
الشرعية»
بجنب باب
جبريل للمسجد
النبوي
الشريف وهو الشيخ
السيد أحمد
الفيض آبادي
(1293-1358هـ = 1876-1939م) التي
خَرَّجَتْ
كثيرًا من
القضاة
والمفتين
وعلماء الدين
إلى جانب كثير
من الأدباء
والكتاب وعلى
رأسهم أديب
السعودية
الكبير الشيخ
عبد القدوس
الأنصاري
رحمه الله
(1324-1403هـ = 1906-1983م) منشئ
مجلة «المنهل»
التي لاتزال
تصدر بـ«جدة».
وبعد
جلاء
الاستعمار
ظلت
دارالعلوم/
ديوبند تخرج
علماء أكفاء
يقودون سفينة
الشعب المسلم
عن جدارة في
الدولة التي
رضيت لنفسها
العلمانية
بعد توزعها
بين دولتين:
الهند
وباكستان
وتوزع
باكستان إلى
باكستان وبنغلاديش
وهي المعقل
الإسلامي
الذي تأرز إليه
الأمة
الإسلامية في
الهند لدى كل
أزمة تلم بها
فيما يتعلق
بالدين أو
الاجتماع أو
السياسة أو
بالنسبة إلى
عيشها في
البلاد
كمواطنين تزاحمهم
الأغلبية
الهندوسية
الوثنية في
شتى مجالات
الحياة رغم
كون البلاد
علمانية
دستورًا
لاتنحاز لدين
دون دين.
وكأن
الله عزّ وجل
أوجد بحكمته
حصنًا تتحصّن به
الأمة
المسلمة
الهندية
متمثلةً في
جامعة دارالعلوم/
ديوبند التي
طبّق صيتها
العالم كلَّه.
كلمة
معالي الوزير
في حفل
الاحتفاء
وفي
الكلمة التي
ألقاها معالي
وزير الشؤون الإسلامية
والأوقاف
والدعوة
والإرشاد
الشيخ صالح بن
عبد العزيز آل
الشيخ، قال
معاليه: إن
علماء
المملكة
العربية
السعودية
دائمًا يحرصون
على الالتقاء
بإخوانهم
العلماء في عموم
العالم
الإسلامي
وخاصة العلماء
الذين لهم جهد
و دور في
تعليم
الشريعة الإسلامية،
وتأسيسها،
وبقائها في
الأجيال متعاقبة
ممثلين بذلك
وراثة
النبوة؛ حيث
إن العلماء
ورثة
الأنبياء،
وأيضاً إن في
ذلك تأكيدًا لدور
العلماء في رد
أعمال أهل
الشر من
التكفيريين
والإرهابيين
الذين احدثوا
في الأمة حدثاً
عظيمًا،
وسببوا
الكثير من
الفرقة
والفوضى في
عدد من بلاد
المسلمين،
وما كان من
اختلاف في
النظر، أو في
الفقه، أو في
المسائل فإنه
يُبحث بالعلم
والحكمة، ولا
يبحث
بالتعادي،
والتباغض،
والتباعد؛
فإن الشيطان
يفرح لهذه الأمة
بالبغضاء
بينهم،
والشحناء
بينهم، وأهل العلم
بخاصة هم
القدوة في لم
الشمل، ووحدة
الصف، ووحدة
الكلمة، وهم
القدوة في هذا
الزمن المتلاطم
الذي فيه
تحديات كبيرة
تواجه أهل
الإسلام، وهم
القدوة في أن
يكونوا صفًا
واحدًا في بقاء
أهل السنة
والجماعة
أقوياء ضد
أعدائهم.
وشدد
الوزير آل
الشيخ على دور
العلماء في العالم
الإسلامي
جميعًا في رد
البدع
والمحدثات،
وما يخالف
السنة
النبوية،
وخاصة فيما
يتعلق
بالعقيدة
الإسلامية،
ومعرفة حق
النبوة، وحق
النبي – صلى
الله عليه
وسلم -
والرد على من
ادعى عدم ختم
نبوته –
عليه الصلاة
والسلام –
أو من ادعى أن
في الشريعة
المحمدية
نقصًا لا يناسب
تطبيقها هذا
الزمان، أو في
الرد على أهل
البدع والغلو
والغيض ممن
يقدحون في
صحابة رسول
الله – صلى
الله عليه
وسلم -
كأبي بكر،
وعمر، وعثمان –
رضي الله عنهم
–
وجميع صحابة
رسول الله – صلى
الله عليه
وسلم -
فدور العلماء
المحافظة على
هذه الملة،
والمحافظة
على أسسها،
وقواعدها
لتبقى قوية
راسخة في
الأجيال فيما
بعد.
و
واصل قائلاً: «قد
شاء الله –
جل وعلا –
بحكمته
العظيمة أن
يكون في هذه
الأمة علماء متنوعون،
وأئمة تعددت
بلدانهم،
وتعددت اجتهاداتهم
في العلم، في
الفقه
الإسلامي،
وفي الأحكام
العلمية، وفي
العبادات،
والمعاملات،
وشؤون
الحياة، وهذه
الاختلافات
العلمية
الواجب علينا
أن نتعامل
معها في إطار
الشريعة
الإسلامية
بما لا يفرق
هذه الأمة،
ولا يفرق صف
العلماء فإن
العلماء هم
معدن الحكمة.
كلمة
سماحة المفتي
العامّ
للمملكة:
وأوضح
سماحة المفتي
العام
للمملكـة
رئيس هيئة
كبار العلماء
وإدارت
البحوث
العلمية
والإفتاء
الشيخ عبد
العزيز بن عبد
الله آل الشيخ
من جانبه أن الأمة
الإسلامية
تواجه تحديات
عظيمة حول عقيدتها،
وفي قيمها،
وأخلاقها،
وفي وحدتها،
وتآلف
قلوبها،
والعلماء هم
ورثة
الأنبياء عليهم
مسؤولية أن
يسعوا في جمع
كلمة الناس،
وإذابة كل
الأشياء التي
تسبب الخلاف
والشقاق؛ لأن
أعداءنا
يريدون
الشقاق
بيننا،
ويفرقون بين
بعضنا البعض،
ويسيئون الظن
في بعضنا
البعض، ويحاولون
أن يحدثوا
المشاكل، وأن
يبعدوا بعضنا عن
بعض، أو
يتهموننا
بأمور نحن
برآء منها، وينسبونها
إلى العلماء
عن جهل أو
عمد، لهذا كانت
اللقاءات
والاجتماعات
مما يؤلف
القلوب، ويزيل
الوحشة،
ويحقق الهدف
بأن نجتمع
جميعًا نتعاون
على ما فيه
خير ديننا
ودنيانا؛ لأن
هذه التحديات
قد تفرق
المسلمين،
وتفرق شملهم،
وتفسد
كلمتهم؛ لكن
باللقاءات،
والمباحثات
تزول كل
الإشكالات،
وتحل كل
القضايا،
وتسعد الأمة،
في اجتماع
كلمتها وتآلف
قلوبها.
وقال
سماحته: إن
علماء
المسلمين
اختلفوا في المسائل
الفقهية على
حسب فهمهم
لكتاب الله، وسنة
رسوله - ﷺ
- ولهذا
المسلم
يعذرهم فيما
اختلفوا فيه،
وبما قد
أخطأوا به؛
لأن هدفهم
الحق، قد يخطئ
الإنسان في
تصوره، وفهمه
إلا أن غايته
محبة هذا
الدين،
والدفاع عنه؛
ولكن وقوع خطأ
من أحدنا هذا
أمر غير
مستبعد؛ لكن
الواجب أن
نتدارس المشاكل
والأخطاء وأن
نسعى في حلها،
وأن نواجه
إخواننا بكل
الأمور حتى
تنشرح
صدورهم، ويصبحوا
على الحقيقة،
ويعلموا أن
هذا البلد المبارك
ملتقى
للمسلمين
علمائهم،
وحكامهم، فالواجب
على الجميع
تقوى الله
والتناصح
والتفاهم في
سبيل ما يقرب
القلوب
ويؤلفها،
أسأل الله للجميع
التوفيق
والسداد،
وصلى الله على
محمد.
كلمة
رئيس الجامعة
في حفل
الاحتفاء:
وعبر
فضيلة رئيس
الجامعة
الإسلامية –
دارالعلوم/
ديوبند –
بالهند فضيلة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم النعماني
من جهته عن
شكره لسماحة
الشيخ عبد العزيز
بن عبد الله
آل الشيخ، و
معالي الشيخ
صالح آل
الشيخ، وقال: لقد
لقينا في هذه
الزيارة
حفاوة بالغةً
من جميع من
لقيناهم
وشعرنا بأن
العلاقات بين
الجامعة
الإسلامية
دارالعلوم
والمملكة
وعلمائها ظلت
حسنة طيبة،
وأن الخدمات
التي تقدمها
حكومة خادم
الحرمين
الشريفين –
وفقه الله –
للمسلمين،
والهيئات
الإسلامية في
أنحاء العالم
لجديرة
بالشكر
والتقدير،
كما أن التسهيلات
العظيمة التي
تقدمها
المملكة
لضيوف الرحمن
في الحج
والعمرة لا
تنكر، ولا
يستطيع أحد أن
ينكرها فهي
واضحة وضوح
الشمس في عز
النهار.
وأضاف
فضيلته
قائلاً: نرجو
أن تكون
زيارتنا
للمملكة
والمحادثات التي
أجريناها
موطدة
لعلاقاتنا
بين علماء المملكة
وبين علماء
الهند وبخاصة
علماء جامعة
دارالعلوم/
ديوبند
بالهند، وكما
قال سماحة
المفتي العام
إن اللقاءات
تزيل الشكوك
والشبهات وتجعل
العلاقات
وطيدة، وهذا
الطريق هو
التي تمشي
عليه جامعة
دارالعلوم/
ديوبند
ودائمًا
نجتهد لتوطيد
العلاقات بين
الجماعات
التي تعمل في
خدمة الدين
الإسلامي
ونشر العلوم
الإسلامية في داخل
الهند
وخارجها.
معالي
الوزير يهدي
إلى الوفد
هدية تذكارية:
وبهذه
المناسبة
التاريخية
أهدى إلى كل
منا معالي
الوزير الشيخ
الدكتور صالح
بن عبد العزيز
آل الشيخ حفظه
الله هدية تذكاريّة
متمثلة في
ألواح خضراء
جميلة مكتوب على
كل منها الاسم
الكامل لمن
أهديت إليه،
ببنط ذهبي
عريض، موضوعة
في صناديق
خضراء رائعةً.
الصحف
السعودية
تهتم بنشر
أنباء لقاءات الوفد
مع مسؤولي
المملكة:
وقد
نشرت الصحف و
وسائل
الإعلام
بالمملكة نبأ
لقاء الوفد مع
كل من معالي
وزير الشؤون
الإسلامية
ومعالي أمين
عام رابطة
العالم
الإسلامي
وسماحة
المفتي العام
حفظهم الله،
وعلى رأس هذه
الصحف صحيفة «الرياض»
اليومية
الصادرة
بالرياض يوم
الاثنين
29/شعبان 1434هـ
(بالتقويم
السعودي،
28/منه بالتقويم
الهندي) =
8/يوليو 2013م،
العدد (1650) وكذلك
في عددها (1652)
الصادر يوم
1/رمضان
(بالتقويم
السعودي
و30/شعبان
بالتقويم
الهندي) =
10/يوليو 2013م،
وصحيفة «الدستور»
في العدد
الصادر يوم
الأحد 7/يوليو
28/شعبان 1434
(بالتقويم
السعودي)
وصحيفة «الشرق»
في عددها
الصادر يوم
الاثنين:
29/شعبان 1434هـ
(بالتقويم
السعودي) =
8/يوليو 2013م،
وصحيفة «عكاظ»
في عددها (4404)
الاثنين:
29/شعبان 1434هـ
(بالتقويم
السعودي) =
8/يوليو 2013م،
وصحيفة «المدينة»
في عددها (18338)
الصادر الاثنين:
29/شعبان 1434هـ
(بالتقويم
السعودي) =
8/يوليو 2013م، وصحيفة
«اليوم» في
عددها الصادر:
الثلاثاء:
30/شعبان 1434هـ
(بالتقويم
السعودي) =
9/يوليو 2013م.
التوجه
إلى المدينة
المنورة
مغادرين
الرياض
وبما
أنه كان من
المقرر أن
نغادر اليوم
(الأحد: 28/شعبان =
7/يوليو) بعد
صلاة العصر
بالتوقيت
المحلي
الرياضَ إلى
المدينة
المنور،
فوصلنا بعد ما
التقينا
معالي الوزير
وفضيلة وكيل
الوزارة
التقاء مُوَدِّع،
إلى قصر
الضيافة،
واستعددنا
للخروج، بعد
ما أخذنا حظنا
من القيلولة،
ونزلنا من غرفنا
إلى عرصة
القصر في نحو
الساعة
الخامسة إلاّ
ربعًا،
واستغرقت
إجراءات
الخروج النهائي
من القصر في
الاستقبال
خمس عشرة
دقيقة، وتحركنا
من بوابة
القصر إلى
المطار في
الساعة 5٫6
تمامًا وقبيل
التحرك أجرت
إذاعة القرآن
الكريم
السعودية
حوارًا
خاطفاً مع كل
من فضيلة الشيخ
السيد أرشد
مدني وفضيلة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني
رئيس الجامعة
حول الزيارة
ومكاسبها
وحول قضايا
الإسلام
والمسلمين في
الهند وفي شبه
القارة
الهندية. وكان
المسؤولون قد
استصدروا
بطاقات
الدخول إلى
الطائرة المغادرة
إلى المدينة
المنورة عن
طريق الإنترنت،
مما وَفَّرَ
علينا الوقت.
في
المدينة
المنورة
وكان
ميعاد إقلاع
الطائرة 6٫30؛
ولكنها أقلعت
عن تأخّر في
الساعة 6٫44
واستغرقت
الرحلة بين
الرياض وبين
المدينة المنورة
ساعة وخمس
دقائق، وما إن
نزلنا من الطائرة
حتى وجدنا
سيارتين
رسميتين
واقفتين قبالة
سلمها،
فركبناهما،
وقد أدتانا
إلى جناح كبار
الشخصيات من المطار،
وكان وقت
المغرب يكاد
ينتهي،
فبدأنا بأداء
الصلاة
بالجماعة،
وكان
المسؤولون قد تسلّموا
منّا إيصالات
الأغراض –
العفش –
فاستلموها من
المكان
المخصص، ثم
توجهنا بالسيارتين
من المطار إلى
داخل المدينة
المنورة، بعد
ما تناولنا في
بهو المطار
القهوة العربية
والشأي
والرطب، و
وصلنا الفندق
ذا الخمسة
نجوم الذي كان
المسؤولون قد
قرروا
إنزالنا فيه،
وهو فندق «Movenpick Madinah»
الذي كان يقع
في جهة القبلة
من المسجد
النبوي
الشريف مقابل
باب السلام
منه خلف
المحكمة الشرعية
على شارع أبي
سعيد الخدري،
وكانوا قد سجّلوا
لنا الغرف رقم
1005، 1011، 1009، 1028، 1031.
وكانت الغرفة
المُخصَصَّة
لرئيس
الجامعة في كل
من المدينة
المنورة ومكة
المكرمة ذات
امتيازات
خاصّة
وتسهيلات
أكثر، باعتباره
رئيس الوفد
وبصفته رئيس
الجامعة.
ودخلنا
غرفنا بعدما
حملنا
مفاتيحها
الحاسوبية
الذكية،
وتوضأنا على
عجل، وتوجهنا
إلى المسجد
النبوي؛ حيث
صلينا العِشاء
بالجماعة لدى
باب السلام عن
يمين المظلات الأتوماتيكية
المنصوبة في
داخل المسجد
وفي الساحة
المقابلة
للبناء
العثماني
بالذات، واجتمعنا
هناك بعدد من
العلماء
الهنود والباكستانيين
والبنغلاديشيين
الكبار، وكنا
مدعوين لتناول
العَشاء لدى
الأخ الشيخ
السيد أخلد
رشيد الدين
الذي هو ابن
أخت فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني –
الذي يسعد
بالإقامة
بالمدينة
المنورة ويحظى
بشرف جوار
المسجد
النبوي
الشريف منذ
مدة من الزمان
– وكان
الأخ قد أقام
مأدبة العشاء
تكريمًا للوفد،
ودعا إليها
مؤذني المسجد
النبوي،
وعددًا من
الوجهاء
والمعارف
والإخوان،
فانتهينا من
تناول
العَشاء في
نحو الساعة 11:30 ،
و وصلنا
الفندق
والساعة 12،
فلجأنا إلى الفراش،
وأخذنا حظّنا
من
الاستراحة؛
لأن النوم كان
قد طار عن
أعيننا في هذه
المدينة الشريفة
التي كانت
ساعاتُ
إقامتنا بها
محدودة
جدًّا، ومن
هنا قررنا أن
لا نقبل دعوةَ
أحد للطعام؛
لأنها تضيع
علينا الوقتَ
الغالي الذي
ينبغي أن
نقضيه في
المسجد
النبوي بدل أن
نقضيه في مكان
آخر؛ ومن ثم
رفضنا ما كان
ينويه فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني
من إقامة مأدبة
عشاء في بيت
نجل ابن عمّه
بجوار «أحد»
حيث تكون
إقامته
بمناسبة
مقدمه إلى
المدينة المنورة
الذي يكثر من
حسن حظّه
وبفضل الله
ومنّه.
يوم
الاثنين:
29/شعبان كان
اليوم الأول
بالمدينة
المنورة
في
الساعة
الثانية
غادرنا
الفراش،
وتوضأنا، ثم
أيقظنا بعضَ
أفراد الوفد
الذين كانوا
غَاطِّين في
النوم، ثم
توجهنا إلى
المسجد
النبوي؛ حيث
وَفَّقَنا
الله تعالى أن
نؤدي صلاة
الليل في هدوء
وخلوة حظينا
بهما في هذا
الوقت من
الليل الذي لم
يزدحم فيه
المصلون في
المسجد، كما
تلونا أجزاء
من كتاب الله عز
وجل بعد ما
سعدنا
بالأدعية
والإنابة
والتضرع إلى
الله تعالى
والحمد له
والشكر على أنه
أتاح لنا هذه
الفرصة
السعيدة
المباركة بدون
حول مناوطول.
ثم أُذِّن
أولاً لصلاة
التهجد، ثم
أذّن بعد وقت
لصلاة الفجر،
فصلينا السنة
المؤكدة ثم
صلينا
الفريضة
بالجماعة.
قراءة
الصلاة
والسلام على
نبينا – صلى
الله عليه
وسلم –
وبعد
الصلاة
مباشرة خرجنا
من المسجد ثم
دخلناه من باب
السلام،
لنسعد
بالصلاة والسلام
على رسول الله
–صلى
الله عليه
وسلم – وكان
معنا الأخ
الشيخ محمد
عارف جميل
القاسمي الذي
ساعدنا هو
والأخ الفاضل
الشيخ محمد راشد
الأعظمي
القاسمي
كثيرًا في هذه
الرحلة المباركة
كلها، نظرًا
لضعف كاتب
السطور في جسمه
ورجليه الذي
أدى إليه داء
السكري الذي
أصيبب به منذ
نحو 26-27 عامًا،
فجزاهما الله
خيرًا في الدنيا
والآخرة.
وقرأنا
الصلاة
والسلام على
سيدنا
وحبيبنا
وشفيعنا محمد
المصطفى
صلوات الله وسلامه
عليه، في هدوء
وخضوع وعلى
صاحبيه أبي بكر
وعمر رضي الله
عنهما، كما
قرأنا عليه
صلاة وسلام من
حَمَّلُونا
مسؤوليةَ
إبلاغهما
إيّاه – صلى
الله عليه
وسلم -
وكانت الفرصة
فرصة لذة
القرب التي
اقتضت أن نطيل
المكث لدى
المواجهة
الشريفة؛
ولكن الشرطة
المنشورة في
المكان كانت
تُرَحِّلُ
الزحام الذي
كان كالسيل
يتدفق من يمين
المواجهة إلى
شماله ويخرج
إلى جهة «البقيع»
وكأنه قد بقيت
حاجة في
نفوسنا دون أن
نقضيها،
ولكننا حمدنا
الله تعالى
أنه أكرمنا
بهذه السعادة
في السهولة
التي كنا
لانتوقعها في
هذه الأيام:
أيام تزلّف
شهر رمضان
الذي لم يبق
بينه وبيننا
إلاّ يوم أو
يومان،.
في
«جنة
البقيع»
ثم
توجهنا توًّا
إلى «البقيع»
الذي كنا في
جهته، فدخلنا
المقبرة من
البوابة التي
تنفتح إلى
جانب ساحة
المسجد
النبوي، وسلمنا
على الصحابة
والتابعين
والعلماء السلف
والخلف
الكثيرين
الذين لا يُحْصَوْن،
وكان هناك
خرائط القبور
لبعض الصحابة
وكبار
التابعين
معلقةً على
الأعمدة
الحديدية وكان
كثير من
الزوّار
يستهدون بها
ويصلون إلى قبور
هؤلاء
الصحابة
والسلف
العظام ممن
كان لديهم همة
وعزيمة وقوة
في الأرجل
والأجسام. أمّا
كاتب السطور
فاكتفى
بالسلام
عليهم جميعًا من
المدخل
مباشرة، ولم
نوغل في
المقبرة إلاّ قليلاً،
واضطر أن يصنع
الأخ الشيخ
محمد عارف جميل
القاسمي
صنيعي، لكي
يساعدني في
الوصول إلى
الفندق الذي
استرحنا فيه
قليلاً.
الفطور
الأول في مطعم
الفندق
ثم
توجهنا إلى
المطعم على
الدور الثاني
المسمى بـ«مطعم
السلام».
وبما أن
إقامتنا
بالمدينة
المنورة كانت
بالفندق، ولم
يكن بقصر
الضيافة
الرسمي كما
كانت بالرياض،
فكانت مواقيت
العمل في
المطعم مُحَدَّدَة؛
فكنا مضطرين
أن نتعبها بل
نخضع لها، وكانت
كما يلي:
الفطور: من 6٫30
صباحًا حتى 10٫30
صباحًا؛
الغداء: من 1
ظهرًا حتى 3٫30
عصرًا؛
العَشاء: من 7
مساءً حتى 11٫00
مساءً.
تناولنا
الفطور في نحو
الساعة 7٫30
إلى نحو الساعة
8 والربع من
صباح الاثنين:
29/شعبان 1434هـ
بالتقويم
السعودي
الموافق
8/يوليو 2013م. وكان
من عادتنا لدى
جميع الوجبات
أن نتصل أولاً
برئيس
الجامعة
فضيلة الشيخ
المفتي أبوالقاسم
النعماني، ثم
نذهب معًا إلى
المطْعم؛ لأن
غرفنا نحن
الثلاثة: كاتب
السطور،
والشيخ محمد
راشد الأعظمي
القاسمي
والشيخ محمد
عارف جميل
القاسمي كانت
متصلةً
بعضُها ببعض،
أما غرفة
فضيلة رئيس
الجامعة،
فكانت بعيدة
عن غرفنا
بأمتار، ثم
إنّنا نحن
الثلاثة فقد
كنّا لاتصنّع
بيننا؛ لأننا
كلنا أساتذة
بالجامعة وزملاء
في العمل، أما
رئيس
الجامعة، فهو
ذومكانة سامية
وأكبر منّا
سنًّا وعلماً
وفضلاً، فلم نتجرأ
أن نمارس
العفويّة معه
رغم تواضعه
وعفويّته
معنا
وإنسانيته.
أما
فضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني فرغم
أن الغرفة
سُجِّلت
باسمه أيضًا؛
لكنه إنما
أمضى أوقاته
بالمدينة
المنورة لدى
ذوى قرباه؛ لأنه
شعر في ذلك
براحة ربما لم
يكن ليلمسها
في إقامته
بالفندق رغم
جميع التسهيلات
التي كانت
متوفرة فيه،
ورغم أن مرافقين
مخصصين لنا من
قبل وزارة
الشؤون الإسلامية
والأوقاف
والدعوة
والإرشاد
كانا يسهران
على خدمتنا
وتلمّس كل
حاجة صغيرة أو
كبيرة تمسّنا،
وهما الشيخان:
عبد العزيز
الغانم وعبد
العزيز
المبارك
وكانا شابين
مهذبين
صالحين طلقي
الوجه بشوشين
هشين فجزاهما
الله خيرًا،
وجزى الله
جميع
المسؤولين في
الوزارة ولاسيّما
معالي الوزير
الشيخ
الدكتور صالح
بن عبد العزيز
آل الشيخ و
وكيل الوزارة
للشؤون الإسلامية
فضيلة الشيخ
الدكتور عبد
العزيز عبد الله
العمار.
بين
النظافة
العربية
واللا نظافة
العجمية:
على
كل، فدخلنا
المطعم،
واستقبلنا
مدير العملية،
واختار لنا
كراسي مصفوفة
حول طاولة مُطِلَّة
على الشارع
الواسع الذي
كانت تنشط فيه
حركة المرور
بشكل دائم
متصل، فكان
المنظر جميلاً
خلاّبًا
يُنْعِش حتى
الطبيعة الخاملة
والعقل
الفاتر؛
فتناولنا
الفطور اللذيذ
ذا الطبيعة
العربيـة
الصافية من كل
أكدار وأقذار
مواد الفطور
العجمية
ولاسيما التي
نتناولها نحن
الهنود
فنتناول معها
كثيرًا من جراثيم
الأمراض التي
قد تكون فتاكة
إلى جانب مظهرها
غير اللائق؛
بل مظهرها
القبيح في بعض
الأحيان،
فشبعنا،
وخرجنا من
المطعم ونحن
منتعشون،
ودخلنا
غرفنا،
وقضينا بعض ما
كنا نحتاج إليه،
واتصل كاتب
السطور بالأخ
السيد سعد
محمد نعيم
المظفرنجري
القاسمي الذي
يقيم بالمدينة
المنورة
ويحظى
بالحسنيين:
كسب لقمة
العيش ومجاورة
المسجد
النبوي
وسعادة أداء
الصلاة فيه والصلاة
والسلام على
النبي –
صلى
الله عليه
وسلم – فحضر
بعد ما
كَثَّفْنا
الاتصالَ
بــه، فــدفعنا
إليـــه
المبلغَ
ليشتري لنا
أنواعًا من
تمور المدينة
المنورة.
شراء
تمور المدينة
المنورة
أملى
عليه كل منا
الكمية التي
يريد شراءها
من التمور،
فكتبها لصالح
كل منا، وصحبه
بعض منا كان
له حاجة أخرى،
فاغتنم
صحبته، لكونه
عارفاً
بالمدينة
المنورة
وأحيائها وطرقها
ومحلاّتها
التجارية
ولغتها
المحلية وطريقة
التفاهم مع
التجار
وأصحاب
المحلاّت،
فاشترى لنا
الأخ سعد ما
كلفناه
إيّاه، وانتظرناه
في الغرف حتى
يرجع إلينا
بما اشتراه لنا.
وفي نحو
الساعة
الحادية عشرة
توجهنا إلى
المسجد النبوي.
ولعل الله عز
وجل –
وهو حكيم فيما
يفعل ويذر –
شاء أن يزيد
لكاتب السطور
ثوابَ عمله
بالمدينة
المنورة ومكة
المكرمة،
فاشتدّ الألم
في رجليه
ومئزره حتى
كان يجلس في
الطريق بين
الفندق وبين
المسجد
النبوي –
الذي كان لايزيد
عن مائة متر
على الأكثر –
أكثر من مرة،
وكان الألم
يكاد لايطاق
لولا فضل الله
وعونه الذي
يحالف
الإنسان من
حيث لا يحتسب.
في
المسجد
النبوي على
صاحبه الصلاة
والسلام
شغلنا
الوقت قبل
الظهر بتلاوة
القرآن الكريم،
ثم أُذِّن
لصلاة الظهر،
فصلّينا
الرواتب، ثم
الفريضة
بالجماعة، ثم
ركعتي السنة
الراتبة، ثم
تزاحم عدد من
المعارف من
مسلمي الهند
وباكستان
وبنغلا ديش
وإفريقيا
الجنوبية على
كل من فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني
وفضيلة رئيس الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني لمكانهما
من العلم
والتدين. وكنا
نحن اليوم مدعوين
لتناول
الغداء لدى
أحد معارف
فضيلة الشيخ السيد
أرشد المدني؛
لأننا اتفقنا
على أن لانقبل
دعوة أحد
للطعام في كل
من المدينة
المنورة ومكة
المكرمة،
بعدما تم
توجيه الدعوة
إلينا لتناول
الغداء عنده،
وكان ممن يقيم
بالمدينة
المنورة
ويسعد بجوار
المسجد
النبوي –
على صاحبه
الصلاة
والسلام –
فاتجهنا
راكبين على
السيارات إلى
مسكنه في الجانب
الشرقي رأسًا
من المسجد
النبوي الشريف،
وربما كان
مسكنه في آخر
حيّ من أحياء
المدينة في
جانب الشرق،
ومررنا في
الطريق
بأحياء عديدة
ذات مبانٍ
متنوعة
الطراز في
الهندسة والتصميم
والدهان،
وكانت المباني
تؤلفنا كتربة
المدينة
وجوها وسمائها،
وكانت تبدو
كأننا من
سكانها
القدامى.
ميزة
المدينة
المنورة:
ومن
ميزة المدينة
أن المسلم
يشعر فيها
كأنه من
سكانها، وعلى
معرفة قديمة
بها، وأنه ليس
بغريب فيها
وافد إليها من
الخارج. وكنتُ
قد شعرت بذلك
عندما كنت قد
زرتُها أول
مرة عام 1983م (1403هـ)
وكانت تلك
زيارتي
الأولى للمدينة
المنورة ومكة
المكرمة لغرض
العمرة، حيث
كنتُ قد
أمضيتُ أوّل
مرة في عمري
ثلاثة شهور
بمدينة «الرياض»
عاصمة
السعودية
مشاركاً في
الدورة
التدريبية
القصيرة
لمعلمي اللغة
العربية لغير
الناطقين بها.
عدنا
بعد ما
انتهينا من
الغداء إلى
الفندق
والساعة ثانية،
فأخذنا
نصيبًا من
القيلولة، ثم
توضأنا
وحضرنا
المسجد
النبوي، حيث
اشتغلنا بتلاوة
القرآن
الكريم، ثم
أدينا صلاة
العصر بالجماعة،
ثم عدنا
للفندق؛ حيث
قضينا بعض
الحوائج
وتناولنا
الشأي، ثم
عدنا للمسجد
النبوي، واشتغلنا
بالذكر
والتلاوة، ثم
أدينا المغرب
والعشاء، وتم
اللقاء مع بعض
الإخوة
المعارف من
مسلمي الهند
المقيمين
بالمدينة
المنورة،
وكان بعضهم
طلاباً في
جامعتنا
دارالعلوم/
ديوبند. وبعد
صلاة العشاء
والسنة
الراتبة عدنا
إلى الفندق،
ثم نزلنا إلى
الدور
الثاني؛ حيث
مطعم السلام،
فتناولنا
العشاء،
وخرجنا منه
والساعة حادية
عشرة، و وصلنا
إلى غرفنا حيث
تشاورنا في
بعض ما كان
يهمنا، ثم
لجأنا إلى
الفراش والساعة
ثانية عشرة،
ونهضنا من
النوم
مبكرًا، في الساعة
الثانية، حيث
توضأنا أو
اغتسلنا، ثم توجهنا
إلى المسجد
النبوي مشيًا
على الأقدام كعادتنا
منذ نزولنا
بالمدينة
المنورة؛ حيث كان
المسجد على
أمتار.
واشتغلنا
بالمسجد في زاوية
مطمئنة بصلاة
الليل،
والأدعية
وتلاوة القرآن
الكريم، ثم
أُذِّن لصلاة
التهجد، ثم أذن
لصلاة الفجر
فأدينا
الراتبة، ثم
صلينا الفجر
بالجماعة.
صلاة
الوداع على
النبي – صلى
الله عليه
وسلم -
ثم
خرجنا من
المسجد؛ ثم
دخلناه من باب
السلام الشهير،
ووقفنا في
الطابور نسير
إلى المواجهة
وفي ظرف نحو
عشرين دقيقة
وصلنا إلى
المواجهة
الشريفة
يصاحبنا
ويساعدنا
الأخ العزيز الشيخ
محمد عارف
جميل القاسمي
مثل ما صنع
معي أمس،
فسعدنا بقراء
الصلاة والسلام
على سيدنا
ونبينا –
محمد صلى
الله عليه
وسلم -
وصاحبيه
وزيريه أبي
بكر وعمر رضي
الله عنهما،
وخرجنامثل
أمس إلى جهة
البقيع؛ حيث
قصدناه
وسلمنا على
دَفْنَاه من
الصحابة رضي
الله عنهم
والتابعين
والأئمة
والعلماء
السلف والخلف
رحمهم الله
جميعًا، ثم
عدنا للفندق،
وكان اليوم
يوم الثلاثاء:
30/شعبان
(بالتقويم
السعودي) 1434هـ و
29 منه
بالتقويم
الهندي
الموافق 9/يوليو
2013م. وكان آخر
عهدنا
بالمسجد
النبوي
وبالمدينة
المنورة في
سفرنا هذا،
دخلنا غرفنا،
ثم توجهنا
للمطعم؛ حيث
تناولنا
الفطور،
وعدنا للغرف،
حيث اغتسلنا
للإحرام،
واستعددنا
للتوجه إلى
المطار فإلى «جدة»
فإلى مكة
المكرمة وكان
فضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني أيضًا
قد حضر
الفندقَ قبل
التحرك للمطار
بنحو ساعة،
حتى نخرج
للمطار معًا.
التوجه
من المدينة
المنورة إلى
جدة فإلى مكة المكرمة
في
الساعة
العاشرة
تمامًا
تحركنا من
الفندق بالسيّارتين
الرسميتين،
يصاحبنا
مرافقانا الشيخ
عبد العزيز
الغانم
والشيخ عبد
العزيز المبارك،
و وقفتا بنا
ببوابة جناح
كبار الشخصيات
من المطار،
وجلسنا
نستريح على
الكراسي المريحة،
ريثما قام
المرافقان
باتخاذ
اللازم للإجراءات
التي تسبق
الدخول إلى
الطائرة، كما
قاما بتسليم
العفش إلى
الطاقم
المعني على
المطار، ثم
ركبنا
السيّارتين
اللتين بلغتا
بنا لدى سلم
الطائرة
للمدخل
الأمامي،
فنزلنا
وصعدنا السلم
ودخلنا
الطائرة،
وكانت
مقاعدنا في مقدم
الطائرة، في
الدرجة
التجارية
المريحة ذات
هدوء، مُجَرَّدَة
من الشغب
والصياح،
وأقلعت الطائرة
في 11٫20،
وهبطت على
مطار «جدة»
في 12٫25،
ونزلنا منها
فإذا بنا نحن
أمام سيارتين
رسميتين،
فركبناهما؛
حيث أوصلتانا
إلى باب جناح
كبار
الشخصيات من
المطار،
فاسترحنا فيه
على كراسي
مريحة للغاية
حيث تناولنا
الشأي مع الأكلات
الخفيفة،
وكان بعض
المعارف قد
حضروا لملاقاتنا
ممن يقيمون
بجدة،
فأمضينا
الوقت في الحديث
معهم، ريثما
استلم
مرافقانا
عفشنا وقاما
بإنهاء
الإجراءات
اللازمة على
المطار لمن
يدخلونه، ثم
انطلقنا لمكة
المكرمة
راكبين
السيارتين؛
حيث وصلناها
والساعة 2٫30.
في
قصر الضيافة
بمكة المكرمة
و
وقفت بنا
السيارتان بقصر
الضيافة في حي
«أجياد»
على طرف من
جبل أبي قبيس،
وقد
حَمَّلَنا
المسؤولون في
الاستقبال
مفاتيحَ
ذكيّة
حاسوبية لغرفنا
على الدور
السادس، حيث
وصلناها بالمصعد
الكهربائي،
وأدّى العمال
المُكَلَّفُون
عفشنا إلى
غرفنا، ثم
توضأنا على
عجل وصلّينا
العصر بالحرم
الكريم، وكانت
غرفة فضيلة
رئيس الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني
مُزَوَّدَة
بأكثر من التسهيلات
وكانت أوسع
قليلاً من
غرفنا، ثم استعددنا
لصلاة
المغرب؛ حيث
دخلنا الحرم
قبل الأذان
بنحو نصف ساعة
فأخذنا
مكاننا
قبالةَ الكعبة
الشريفة فيما
بين الحجر
الأسود والركن
اليماني، تحت
الكوبري الذي
كان تحت
الإنشاء للمُقْعَدِين
والضُعَفَاء
من الطائفين.
أداء
العمرة في
الليلة
الأولى من
رمضان
وبعد
صلاة المغرب
مباشرة قمنا
بالطواف حول البيت
الكريم،
وكانت نيتي
تتجه إلى أن
أقوم بالطواف
على الكرسي
الجوّال –
العربية –
؛ ولكن
المسؤولين من
رجال الأمن
والإدارة
كانوا قد
منعوا من دخول
الكراسي إلى
المطاف إلى ما
بعد صلاة
العشاء،
فقررتُ على
تشجيع بالغ من
قبل كل من
الأخوين
الشيخ المفتي
محمد راشد
الأعظمي
القاسمي والشيخ
محمد عارف
جميل القاسمي
أن أقوم
بالطواف
مشيًا على
الأقدام،
وكنت أشعر
بغاية الألم
في الرجلين؛
ولكنهما
ساعداني من
الجانبين فظلت
أتهادى
بينهما، ورغم
ذلك اضطررت أن
أجلس بعد
الشوط الرابع
في جانب من
المطاف لمدة
خمس دقائق، ثم
قمت وأديت
باقي الأشواط
الثلاثة، وحمدت
الله تعالى
على أنه أتم
لي هذه
السعادة الكبرى
بفضله وكرمه.
ثم أدينا
ركعتي الطواف،
واتجهنا إلى
المسعى؛ حيث
اكتريت
العربية التي يُسَيِّرها
صاحبها، وقمت
بالسعي بين
الصفا
والمروة، أما
الأخوان
المذكوران
فقد قاما به
مشيًا على
الأقدام، وما
إن انتهبينا
من السعي حتى
أُذِّنَ
لصلاة
العشاء،
فأديناها في
المسعى، ثم خرجنا
إلى الحلاق من
باب المروة، وكانت
الأعمال
البنائية حول
المسعى على
قدم وساق
ولذلك فقد كان
الطريق إلى
محلات
الحلاقين ذات
انعطافات
كثيرة، وكنت
أشكو الألم في
الرجلين إلى
جانب الجرح
الذي كان
يؤذيني في الخنصر
من الرجل
اليسرى؛ ولكن
الله عز وجل
وَهَبَ لي
الهمة،
فوصلنا إلى
محل حلاق من
محلات الحلاقين
الباكستانيين
الذي كانوا
يدعوننا إليهم
في إلحاح لا
مزيد عليه،
فأمرناه بحلق
رؤوسنا
جميعًا، وأخذ
مقابل حلق كل
رأس عشرين ريالاً،
فدفعناها
إليه وعدنا
إلى الحرم
الكريم من جهه
«أجياد»حيث
المدخل إلى
قصر الضيافة
والمؤتمرات
الذي نزلنا
فيه، فأدينا
صلاة التراويح
المتبقية خلف
الإمام.
أكبر
ما سعدنا به
في هذه الرحلة
وهكذا
فقد أسعدنا
الله تعالى
بأداء العمرة
في أول ليلة
من رمضان
الكريم، فكنا
مغمورين بالشعور
بمدى هذه
السعادة التي
حَظِينا بها
بفضل من الله
وحده، وعدنا
للقصر،
فتناولنا بعض الأطعمة
التي كنا قد
طلبناها إلى
غرفة فضيلة
رئيس الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني
والتي جاء بها
بسرعة أكثر من
قياسية
الخدمُ
المُكَلَّفون،
ثم تناولنا الشأي
وقد وجدنا
الخدمة
تُقَدَّمُ في
قصر الضيافة
بمكة المكرمة
بأسرع مما
يمكن أن
تُقَدَّم في
أي فندق ذي
خمسة نجوم
معروف بسمعته
الطيبة، وقد
عجبنا جدًّا
من هذه السرعة
واللباقة والتهذيب
التي وجدناها
لدى الخدم
المكلفين بتقديم
الخدمات إلى
الغرف.
قضينا
في مكة
المكرمة أكثر
من الأوقات
التي قضيناها
في كل من
الرياض
والمدينة
المنورة، ثلاث
ليال وثلاثة
أيام وربعًا،
أي من عصر
الثلاثاء
30/شعبان 1434هـ =
9/يوليو 2013م حتى
المغرب من
الليلة
المتخللة بين
الجمعة
والسبت:
3-4/رمضان
(بالتقويم
السعودي) 1434هـ =
12-13/يوليو 2013م.
الطاولة
المربعة
تتحول مدورة
وكانت
الطاولة التي
حمّلوها
الأطعمةَ
ومقبلاتها
مربعةً؛
ولكنهم عندما
فتحوها داخلَ
الغرفة صارت
مُدَوَّرَة؛ لأنهم
أقاموا
جَنَاحَيْها
من اليمين
والشمال،
وكانت ذات
أدراج
وطوابق،
فعندما
نسّقوا الأطعمة
عليها، كانت
كمية كبيرة من
كثير من الأنواع
فوق حسباننا
في أول وهلة،
فلم نتناول نحن
الخمسة إلاّ
ربع الكمية
على الأكثر،
فآلمَنَا أن
الكمية
المتبقية
ربما تضيع
وتُلْقَىٰ
في سلّة
المُهْمَلاَت،
فقررنا أن
لانطلب الأكلات
إلى داخل
الغرف، وإنما
نقصد المطعم
ولاسيّما لأن
الأيام أيام
رمضان، ولا
نجد وقتَ تناولِ
السحور
وأيضًا
العَشاءِ، من
الفرصه ما
نستغرقه في
انتظار
الأطعمة، ففي
قصدنا للمطعم
توفير كذلك
للوقت إلى
جانب صيانة
الأطعمة من الضياع؛
حيث إننا لا
يأخذ كلٌّ منا
في المطعم إلاّ
الكميّة التي
يستهلكها.
اللهم إلاّ
الشأي الذي
قال الخَدَمُ
المُكَلَّفون
بتقديم الأكلات
إلى
الأَكَلَة:
إنه لا
يُقَدَّم لطالبه
ههنا وإنما
يُقَدَّم
إليه في
غرفته، فقَرَّرْنَا
أن نطلب الشأي
كل يوم بعد
تناول كل من
العَشاء
والسحور إلى
غرفة فضيلة
رئيس الجامعة:
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني/
حفظه الله.
طريقة
تعاملنا فيما
بيننا خلال
الإقامة بمكة
المكرمة
في
الحرمين
الشريفين
قررنا أن يكون
كلٌّ منا حرًّا
في تصرفاته،
حتى يتفرع
لاستهلاك
أوقاته في
العبادة
وقضاء أكثر من
الوقت في
الحرم حسبما
يهواه،
وحسبما تسمح
له صحته، وحتى
يجد هدوءَ
البال في هذين
المكانين اللذين
هما آخر ملجأ
للمسلم
يتقرّب فيه
إلى الله حسب
إخلاصه ما لا
يتقرب إليه في
غيره، وقد يشعر
المرأُ
بالحجاب
النفسي في
التضرع والإنابة
إلى الله
ومناجاته في
وجود أحد من
معارفه، فلا
يتمكن من أن
يشبع نفسه
للقدر الذي
يشاء فيختلج
ذلك في نفسه،
ويصبح حرقةً
يتألّم منها
شديدًا، حتى
بعد عودته إلى
وطنه الطيني؛
ولكنني بما
أنني صرت شبه مُقْعَد للألم
الذي في
الرجلين، ظلت
أستعين
بالأخوين:
الشيخ المفتي
محمد راشد
الأعظمي
القاسمي والشيخ
محمد عارف
جميل
المباركبوري
القاسمي في
الوصول إلى
والخروج من
الحرمين، ثم
كان يتفرق كل
منهما إلى حيث
يشاء.
التسهيلات
التي وجدناها في قصر
الضيافة كانت
فوق الحسبان
في
الحرم المكي
وجدنا في
سكننا بالقصر
من السهولة ما
كان فوق ما
وجدناه في كل
من الرياض و المدينة
المنورة، حيث
كان القصر
أقرب ما يكون
من الحرم فلم يكن
بينه وبين
الحرم إلاّ
مسافة السكّة
التي كان
يعبرها
المصلون في
الحرم ذهابًا
وإيابًا،
فكنا نخلع
أحذيتنا
ونِعَالنا
داخلَ سور القصر
بجانب الباب
الذي منه كنا
ندخل إلى الحرم،
فلم يكن
يشغلنا همُّ
حمل الأحذية
داخل الحرم،
والحفاظ
عليها من
الضياع.
لقاء
الوفد معالي
الدكتور
الشيخ عبد
الرحمن السديس
رئيس
شؤون الحرمين
وإمام وخطيب
المسجد الحرام
وكنا
نقضي الأوقات
مُعْظَمَها
في الحرم، اللهم
إلاّ الوقت
الذي كان
يستغرقه
تناول الأطعمة
أو أخذ الحظ
من النوم الذي
كان لابدّ
منه؛ لكي نصلح
للعبادة
والذكر؛ فلم
نذهب إلى
مكان، ولم نتجول
في محل تجاري،
ولم نلتق
أحدًا من
المعارف، سوى
فضيلة الشيخ
عبد الرحمن
السديس حفظه الله
رئيس شؤون
الحرمين
وإمام وخطيب
المسجد الحرام
الذي اتخذ
المسؤولون
برنامج
اللقاء معه
بعد صلاة ظهر
يوم الأربعاء
غرة رمضان مباشرةً:
10/يوليو 2013م، حيث
صلينا الظهر
في الحرم، وعدنا
للقصر،
فجلسنا في
الاستقبال،
حتى نجتمع ثم
ركبنا
السيارتين، و
وصلنا إلى
مبنى شؤون الحرمين
الذي كان على
غلوة من قصر
الضيافة أو على
أقل منها.
دخلنا
مكتبَه
فعَرَّفَ
الأخ الشيخ
محمد عارف
جميل القاسمي
كلاًّ منا إلى
فضيلة الشيخ
الدكتور
السديس، الذي
كان يعرف
جيدًا فضيلة
الشيخ السيد
أرشد المدني وفضيلة
رئيس الجامعة
الشيخ المفتي
أبوالقاسم
النعماني؛
لأنه منذ
عامين كان قد
زار الجامعة،
وحضر مؤتمر
عظمة الصحابة
الموسع الذي
عقدته جمعية
علماء الهند
في دهلي، وكان
حفظه الله يعرف
كاتب السطور
كذلك؛ لأنه
التقاه من ذي
قبل في مكة
المكرمة أكثر
من مرة،
والعرب
أقوياء الذاكرة
يحفظون صور
وسحنات الناس
لمدة طويلة،
وليسوا
كمثلنا نحن
العجم الذين
ينسون الناس
بعد قليل من
الزمان.
حديث معاليه
حول مؤتمر
عظمة الصحابة
وزيارته
للجامعة
وتلقانا
فضيلته
بحفاوة
بالغة،
وأجلسنا
بجنبه، وذكر
الزيارة
التاريخية
التي قام بها
إلى ديوبند،
ومنظر الزحام
الإسلامي
الكبير الذي
صلّى الجمعةَ
خلفه في جامع
رشيد الكبير
التابع
للجامعة، كما
ذكر الجمعَ
الحاشدَ
المنقطع
النظير الذي
حضر مؤتمر
عظمة الصحابة
الذي استمع
لخطابه المُدَوِّي
وصلى بعضَ
الصلوات خلفه
في دهلي، وأَكَّد
أنه يجب أن
تكون زيارات
متكررة
متناوبة
لأئمة
الحرمين
لديار الهند
ولاسيّما
للمناسبات
التي تعقد
باسم الصحابة
ولتأكيد عظمتهم؛
لأن ذلك يقوى
الصلات بين
المملكة وبين
الشعب المسلم
هناك، كما
أنّه يشحذ
إيمانَ المسلمين
ويُشْبِع حبَّهم
لديار
الحرمين، و
وعد أنّه
بدوره سيزور
مجددًا
الهندَ عندما
تسنح له
الفرصة بإذن الله
تعالى.
تأسف
معاليه على
أنه لم يتمكن
من ضيافتنا
وقد
أبدى أسفه أنه
من أجل الصيام
لم يتمكن من ضيافتنا؛
ولكنه أبدى
نيته في
إضافتنا من
قِبَل رئاسة
شؤون الحرمين
في المرة
القادمة؛ حيث
إن وزارة
الشؤون الإسلامية
اختطفت منها
الإضافة هذه
المرة، كما أبدى
بالغ تقديره
لما لمس لدى
المسلمين
الهنود من حبّ
الحرمين وحب
الربوع
المقدسة، من
خلال تجمعهم
المنقطع
النظير الذي
رآه في صلاة
الجمعة بجامع
رشيد بجامعة
ديوبند
الإسلامية العريقة.
فقال كاتب هذه
السطور: إن
مسلمي شبه
القارة
الهندية
يمتازون
بحبهم العجيب
غير القابل للوصف
للنبي – صلى
الله عليه
وسلم -
ولكل شيء يمتّ
إليه – صلى
الله عليه
وسلم -
بصلة من
الزمان
والمكان
والإنسان،
حتى يحبون
التمور،
لأنها مما
تنبته أرض
المدينة المنورة،
ولأنها مما
كان يأكله – صلى
الله عليه
وسلم -
كثيرًا، ربما
كانت تمضي
أيامُه
ولياليه على
الأسودين:
التمر والماء.
فاستحسن حفظه
الله ذلك،
وأضاف: آسفني
أني ما تمكنت
من زيارة
الجامعة كما
ينبغي
واللقاء مع
الإخوة
الأساتذة، من
شدة الزحام
الذي منعنا من
مجرد النزول
من السيارة
لدى باب
دارالضيافة
الجامعية.
هدية
معاليه إلى
أعضاء الوفد
وقدّم
فضيلته إلى كل
من فضيلة رئيس
الجامعة الشيخ
المفتي
أبوالقاسم
النعماني
وفضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني هدية
قيمة متمثلة
في نسختين
ممتازتين من
المصحف
الشريف
المطبوع طباعة
فاخرة في مجمع
الملك فهد
لطباعة
المصحف
الشريف
بالمدينة
المنورة.
برنامج
إقامتنا بمكة
المكرمة
وباقي
الفرص من عصر
الأربعاء: غرة
رمضان = 10/يوليو
حتى عصر يوم
الجمعة:
3/رمضان =
12/يوليو،
أمضيناها في
العبادة في
الحرم
متفرغين
لايزعجنا همُّ
لقاء مع أحد
أو التسوّق في
المحلات، مثل
كثيرين من
الناس. وكنا
نمضي الوقت
بين العصر
والمغرب
خصيصًا في
الحرم، حتى
كنا نفطر مع
عامة الصائمين
رغم أن
مرافقينا
الأخوين:
الشيخ عبد
العزيز
الغانم
والشيخ عبد
العزيز
المبارك
أصرَّا علينا
أن نفطر في
الفندق
وسيتخذان
لذلك النظام،
فاعتذرنا،
وكنا نعود من
الحرم بعد صلاة
المغرب،
فندخل المطعم
ونتناول
العشاء، ونعود
لغرفنا، ثم
نجتمع في غرفة
رئيس الجامعة
ونتناول
الشأي الذي
كنا نطلبه
إليها عن طريق
أحد الخدم
المكلفين
بخدمة الغرف،
ثم نتسارع إلى
الحرم، لنجد
مكاناً
مناسبًا
لصلاة العشاء
والتراويح،
وفي الأغلب
قصدنا سقف
الحرم في الجزء
المتصل
بالصفا، حيث
نجد فيه مكانا
هادئًا، كنا
لانجده داخل
الحرم للزحام
الشديد الذي انثال
لكون الزمان
بداية رمضان
الذي يزداد فيه
ثواب العمرة
وقضاء الوقت
والاعتكاف في
المسجد
الحرام
والمسجد
النبوي.
أداء
الجمعة في
الحرم
والاستماع
لخطبة فضيلة
الشيخ عبد
الرحمن
السديس
ويوم
الجمعة قصدنا
الحرم في وقت
مبكر جدًّا، في
الساعة
التاسعة،
فوجدنا
مكانًا
هادئًا في
الرواق
السعودي الذي
كان يلي
الرواق العثماني
من جانب أحد
أبواب «أجياد»
وكنا نشاهد من
مكاننا
الكعبة
الشريفة
ونمتع انظارنا
برؤيتها، وإن
المسلم لا
يَشْبَع من رؤيتها
مهما أطال
النظرَ
إليها، لأنها
تتصف بالسحر العجيب
الذي لايجده
المسلم في أي
شيء في أي مكان،
ولايمكن وصف
الكيفية التي
تنتابه لدى رؤيتها،
الكيفية
الإيمانية
المسكرة
المطربة التي
يَلَذّها
ولايكاد
يصفها مهما
كان ذا قدرة
بيانية،
وظلتُ
أُصَلّي
النوافل،
وأتلو القرآن
الكريم وأرفع
نظري من وقت
لآخر إلى بيت
الله العتيق،
لأزيل
بمشاهدته
المتكررة صدأ
قلبي وظلام
نفسي.
في
نحو الساعة 12٫25
رُفِعَ
الأذان
الأوّل،
فصلينا السنة
الراتبة،
وخلال
إتمامنا
للركعة
الأخيرة من
الركعات
الأربع، رفع
الأذان
الثاني و صعد
الإمام المنبر
وهو فضيلة
الشيخ
الدكتور عبد
الرحمن
السديس، وخطب
خطبة حماسية
مدوية في
جنبات الحرم
كلها، قَوَّت
الإيمان،
وأزالت
الأشجان،
وشَجَّعَت
الهمم،
وحَرَّضت على
الطاعات،
ورَغَّبَت في
العبادات،
وذَكَّرَت
بالحقوق
والمسؤوليات
تجاه الأمة،
ولاسيما ما
كان ولا يزال
يحدث في مصر و
في الشام وفي
أجزاء كثيرة
من العالم،
ودعا إلى الاتحاد
ونبذ الفرقة
والشقاق
والعمل
بمقتضى الأخوة
الإيمانية،
واستشهد في
ذلك كله بالآيات
القرآنية
والأحاديث
النبوية.
الاستعداد
للتوجه إلى
دهلي
وبعد
صلاة الجمعة
عدنا إلى قصر
الضيافة، فصعدنا
إلى غرفنا،
ورَتَّبْنا
بعض أغراضنا،
استعدادًا
للخروج إلى
جدة، ثم صلينا
العصر
والمغرب في
الحرم، وإثر
صلاة المغرب
تناولنا
العَشاء
خفيفًا نظرًا
للسفر الذي ينتظرنا
إلى جدة،
ونزلنا من
غرفنا إلى
مكتب الاستقبال،
فقام
مرافقانا
بإنهاء
الإجراءات
التي تسبق
مغادرة قصر
الضيافة
والفندق ذا الخمسة
نجوم، ثم
ركبنا
سَيَّارَتَي
المراسم
الملكية،
وتحرّكنا من
القصر في
الساعة 8٫26،
و وصلنا إلى
مطار جدة
الدولي في نحو
الساعة 9٫30،
وكان
مرافقانا
الشيخ عبد
العزيز
الغانم والشيخ
عبد العزيز
المبارك في
استعجال؛ لأن
ميعاد إقلاع
طائرتهما
المغادرة إلى
الرياض كان
الساعة
العاشرة
والنصف، وكان
عليهما أن
يُنْهِيَا
إجراءات رحلة
عودتنا
للهند،
ويسلما عفشنا
إلى
المسؤولين
المعنيين
بالرحلة
المغادرة
للهند،
للخطوط
الجوية
السعودية.
في
جناح كبار
الشخصيات على
مطار جدة
الدولي
فأَدَّيَانا
إلى جناح كبار
الشخصيات،
حيث استرحنا،
وتناولنا الشأي
والسندويتش
وصلينا
العِشاء،
ريثما أتمّ
الأخوان
الإجراءات
كلَّها،
فدفعا إلينا
جوازاتنا بعد
ما تمّ إثبات
ختم الخروج
عليها، وكان
ميعاد مغادرة
رحلتنا 2٫30،
فكان هناك
فرصة للقاء
بعض الإخوة
الذين وفدوا
إلينا من
مدينة جدة ممن
يقيمون بها من
الهنود
والباكستانيين.
وقبل ميعاد
الإقلاع بنحو
نصف ساعة
نهضنا من
مكاننا
وخرجنا إلى
الجهة
المعنيّة؛
حيث كانت
السيارتان
الرسميتان
واقفتين
لتؤديانا إلى
باب الطائرة
المغادرة
لدهلي،
فركبناها، و
وصلنا إلى
الطائرة،
وصعدنا السلم
إلى داخلها،
وتبوأنا
مقاعدنا في
الدرجة
التجارية التي
كان عددها 14؛
ولكن الركاب
بمن فيهم نحن
كانوا سبعة
فقط، نحن
الأربعة،
وثلاثة آخرون
من غيرنا. وكان
فضيلة الشيخ
السيد أرشد
المدني
غادرنا إلى
دهلي في
الليلة
المتخللة بين
الخميس والجمعة:
2-3/رمضان =
11-12/يوليو،
لارتباطات
مسبقة قد اضْطَرَّتْه
للمغادرة
قبلنا بيوم واحد.
على
مطار إنديرا
غاندي الدولي
بدهلي
في
نحو الساعة
التاسعة
صباحًا
بالتوقيت المحلي
لدهلي هبطت
طائرتنا على
المدرج،
وخرجنا إلى
المطار ثم إلى
البهو الذي
تمت فيه
إجراءات
الدخول،
واستلمنا
عفشنا بسرعة،
لأنه وصل القناةَ
المعنيّةَ
قبل عفش جميع
الركاب؛ لأننا
كنا ركاب
الدرجة
التجارية
الذين
يُحْتَرَمُون
أكثر من غيرهم
من الركاب،
وفي نحو
الساعة العاشرة
تماماً
تحركنا من
المطار
لديوبند، فوصلنا
في نحو الساعة
الثالثة
والربع،
وأولاً نزل من
السيارة الأخ
الشيخ محمد
عارف جميل القاسمي؛
لأن مسكنه كان
في الطريق، ثم
نزل منها فضيلة
رئيس
الجامعة، ثم
نزلنا نحن
كاتب السطور والأخ
الشيخ المفتي
محمد راشد
الأعظمي
القاسمي؛
لأننا نسكن
مبنى «أفريقي
منزل قديم»
أحد مباني
إسكان
الأساتذة مع
عائلاتهم
بالجامعة.
الوصول
إلى ديوبند
وانطباعاتنا
عن الرحلة ورفاق
السفر
وصلنا
إلى منزلنا
ونحن نختزن في
الذاكرة
الحفاوةَ
البالغةَ
التي لقيناها
من قبل وزارة
الشؤون
الإسلامية
متمثلة في
معالي الوزير
الدكتور
الشيخ صالح بن
عبد العزيز آل
الشيخ حفظه
الله وفضيلة
وكيل الوزارة
الشيخ الدكتور
عبد العزيز
عبد الله
العمار
وفضيلة الوكيل
المساعد
الشيخ
عبدالرحمن بن
غنام الغنام وغيرهم
من المسؤولين
الكبار في
الوزارة؛ ونختزن
الذكرى
الحلوة
العزيزة لهذه
الزيارة التي
سعدنا فيها
بلقاء كثير من
رجال العلم
والفكر
والثقافة
والأدب
والدعوة،
واستفدنا منهم
التجربة
وخبرة العمل
الميداني،
وتمتعنا بحفاوتهم
وضيافتهم
وحسن
وفادتهم،
وكرمهم العربي
وأريحيتهم
الإسلاميّة،
وسعة صدورهم
وسماحة نفوسهم
وحسن
أخلاقهم،
وسوف لن
ننساها لهم
مهما كانت
الأحوال.
لقد
كانت زيارتنا
هذه للمملكة
خاطفة؛ ولكنها
كانت ذات
تأثير بعيد
المدى
بالنسبة
للأغراض
الدعوية
والدينية
التي توخّينا
تحقيقها من
ورائها،
وبالنسبة
لمكاسب أخرى
تعليمية
وتربوية
واجتماعية
حصلت لنا من
هذه الزيارة
التي
تَوَجَّتْها
سعادتُنا
بأداء العمرة
والصلاة في
الحرم المكي
والحرم
المدني وقراءة
الصلاة
والسلام على
سيدنا ونبينا
محمد – صلى
الله عليه
وسلم - .
وكان
فرصة غالية
للاستفادة من
صحبة الشيخين الجليلين:
فضيلة الشيخ السيد
أرشد المدني
نجل الشيخ
الكبير
المجاهد
البطل
المغوار
السيد حسين
أحمد المدني
المعـروف بـ«شيخ
الإسـلام»
وفضيلة رئيس
الجامعـة
الشيخ
أبوالقاسم
النعماني
حفظهما الله
تعالى بالصحة
والعافية والتوفيق
لكل خير. وإن
معادن الرجال
تُخْتَبَر في
الأسفار بما
لا تُخْتَبَر
به في غيرها
كما قال
الحكماء
قديمًا وحديثًا،
وقد تجلت لنا
منهما صفات
عظيمة من
بينها التواضعُ
المتّصل،
والتبسّطُ مع
الصغير في العمر
والمكانة،
وخفّةُ
روحهما لحد
بعيد، ومشاطرتُهما
لنا جميعَ
المواقف التي
تعرّضنا لها
خلالَ السفر،
وكانت كثيرةً
متنوعةً. الأمرُ
الذي جَعَلَ
سفرنا كلَّه
ممتعًا
للغاية، وجدنا
فيه من الأنس
والألف والحب
والعطف ما يجده
المرأ في أهله
وعائلته
وأقربائه
المخلصين الصالحين
وبيته الذي
يُولَد فيه
وينشأ، فيُحِبّه
كلُّ أثاث
ورياش فيه،
وكلُّ ما فيه
من ناطق
وصامت،
وجدران
وأحجار،
وأتربة
وأبواب ونوافذ.
هذا ما
جَرَّبْنا
منهما وما
جَرَّبْناه
من أخوينا
الكريمين:
الشيخ المفتي
محمد راشد القاسمي
والشيخ محمد
عارف جميل
القاسمي،
والله وحده
يعلم السرائر.
وصلى
الله وسلّم
على سيّدنا
ونبيّنا
وحبيبنا
وشفيعنا محمد
بن عبد الله
وعلى آله
وصحبه، وعلى
من تبعه
بإحسان إلى
يوم الدين،
والحمد لله رب
العالمين.
نور
عالم خليل
الأميني/ رئيس
تحرير المجلة
(تحريرًا
في الساعة
العاشرة
صباحًا من
صباح يوم
السبت: 23/شوال
1434هـ الموافق
31/أغسطس 2013م).
* *
*
* *
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
ذوالحجة 1434 هـ = أكتوبر
- نوفمبر 2013م ،
العدد : 12 ،
السنة : 37